عن الدلالة على معنى الوحدة كما انة مجرد عن الدلالة على التعدد) فيصير
محتملا للوحدة والتعدد لانه قصد به نفس الجنس وبدخول حرف الاستغراق يحصل التعدد.
(و) ان قلت اذا
كان الامر كذلك اى اذا جرد المفرد عن الدلالة على الوحدة ودخلت عليه اداة
الاستغراق الدالة علي التعدد فينبغى ان يجوز وصفه بالجمع مع انه ممنوع عند الجمهور
من النحاة قلت (انما امتنع حينئذ وصفه بنعت الجمع نحو الرجل الطوال للمحافظة علي
التشاكل اللفظي بين الصفة والموصوف والا فقد يجوز وصفه بنعت الجمع نظرا الى المعنى
كقوله تعالى (أَوِ الطِّفْلِ
الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ) و (كُلٌّ فِي فَلَكٍ
يَسْبَحُونَ) (ولانه اي المفرد الداخل عليه حرف الاستغراق بمعنى كل فرد لا مجموع الافراد
ولهذا امتنع وصفه بنعت الجمع عند الجمهور وان حكاه) اى وصف المفرد بنعت الجمع (الاخفش
في نحو الدينار الصفر) جمع الاصفر (والدينار البيض) جمع الابيض (واما قولهم ثوب
اسمال ونطفة امشاج) حيث وصف المفرد بنعت الجمع ولم يحافظ على التشاكل اللفظي (فلان
الثوب مؤلف من قطع كلها سمل اي خلق والنطفة مركبة من اشياء كل منها مشج فوصف
المؤلف بوصف مجموع الاجزاء لانه) اي مجموع لاجراء (هو) اى المؤلف (بعينه) هذا كله
بناء على كون وزن افعال جمعا والتحقيق خلافه قال الرضي واما برمة اعشار واكسار
وثوب اسمال ونطفة امشاج فلان البرمة مجتمعة من الاعشار والاكسار وهى قطعها والثوب
مؤلف من قطع كل واحد منها سمل اى خلق والنطفة مركبة من اشياء كل واحد منها مشج
فلما كان مجموع