النحويون في نحو «اقل رجل يقول ذلك» و «قلما يقوم زيد» و «قليل من الرجال يقول ذلك» ، وأما اذا كان قليلا منصوبا بفعل مثبت نحو «قمت قليلا» او «قليلا ما قمت» فلا يذهب احد الى انه بمعنى النفى المحض ـ انتهى.
وفي ذيل هذا الكلام تأمل يظهر وجهه مما يأتي.
قال ابن هشام : واما قوله تعالى (فَقَلِيلاً ما يُؤْمِنُونَ) فما محتملة لثلاثة اوجه :
«احدها» ـ الزيادة ، فتكون إما لمجرد تقوية الكلام مثلها في (فَبِما رَحْمَةٍ) فتكون حرفا باتفاق وقليلا في معنى النفي مثلها في قوله :
انيخت فألقت بلدة فوق بلدة |
|
قليل بها الاصوات الا بغامها |
وإما لافادة التقليل مثلها في «اكلت اكلا ما» ، وعلى هذا يكون تقليلا بعد تقليل ، ويكون التقليل على معناه ، ويزعم قوم ان ما هذه اسم كما قدمناه في (مَثَلاً ما بَعُوضَةً).
وقال المحشى معلقا على قوله (قَدِمْنا) : هذا اشارة الى ما المفيدة للتقليل ، وقدمه في (مَثَلاً ما بَعُوضَةً) حيث قال هناك : وقيل ما اسم نكرة صفة لمثلا ، اذ لا معنى لكونها صفة لمثلا الا افادتها تقليلا ـ انتهى كلام المحشي.
«والوجه الثاني» ـ النفي وقليلا نعت لمصدر محذوف او لظرف محذوف ، اى ايمانا قليلا او زمانا قليلا ، اجاز ذلك بعضهم ويرده امران : احدهما ان ما النافية لها الصدر فلا يعمل ما بعدها فيما قبلها ، ويسهل ذلك شيئا ما على تقدير قليلا نعتا للظرف ، لأنهم يتسعون