سرت السير احسن السير ، فحذف الموصوف لدلالة اضافة صفته الى مثله عليه ونابت منابه وانتصبت ، و «اشتمل الصماء» والاصل الشملة الصماء فحذف الموصوف ونابت صفته منابه.
ثم قال المحقق المتقدم : ان قلت : ان التسمية وضع الاسم على المسمى ، وهو شىء واحد لا تعدد فيه ولا تكثر ، وحينئذ فلا يصح وصفها بالكثرة. اجيب : بأنه على هذا الوجه يراد بالتسمية الاطلاق والاستعمال ، وهو يتعدد ، فصح الوصف بالكثرة.
ان قلت : على هذا كان مقتضى الظاهر ان يقول «كثيرة» فالجواب ان صفة المصدر لا يجب تأنيثها لتأنيثه ، لأنه مؤل بأن والفعل او ما والفعل والفعل لا يؤنث ، او ان التسمية لما كانت بمعنى الاطلاق ذكر الصفة نظرا لذلك» ولعل الشارح انما ترك التنبيه على ذلك الوجه لما ورد عليه مما علمت ، او ان الانتصاب على الوصفية في مثله معروف لا يحتاج الى تعرض ، فلهذا أشار الى وجه آخر من الاعراب.
(و) أما (ما) الواقعة بعد كثيرا او بعد قليلا ففيها اجتمالات سننقلها عن ابن هشام ، والمتحصل من اول تلك الاحتمالات انها بعد كثيرا (لتأكيد معنى الكثرة والعامل) في كثيرا وكذلك في قليلا (ما يليه) كيسمى في المتن الاتي بعيد هذا (على ما ذكر ه) الزمخشر (في الكشاف فى قوله تعالى «قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ»).
وهذا نص ما في الكشاف : (فَقَلِيلاً ما يُؤْمِنُونَ) اى فايمانا قليلا يؤمنون ، وما مزيدة ، وهو ايمانهم ببعض الكتاب ، ويجوز ان تكون القلة بمعنى العدم ـ انتهى.
قال السفاقسي : واعترض بأن كون القلة بمعنى العدم انما نقله