من لوازم المشبه به ما لا يكون الاله ليكون قرينة دالة علي المراد فنقول «مخالب المنية نشبت بفلان» طاويا لذكر المشبه به وهو قولك الشبيهة بالسبع ، او مثل ان تقول لسان الحال ناطق بكذا تاركا لذكر المشبه به وهو قولك الشبيه بالمتكلم ، او تقول «زمام الحكم في يد فلان» بترك ذكر المشبه به.
وقال في آخر الأصل الاول من علم البيان ما حاصله : (ان نحو «رأيت بفلان اسدا» و «لقينى منه اسدا» وما اشبه ذلك من باب التشبيه لا الاستعارة).
واما نص ما قال هناك فهو : ان نحو رأيت بفلان اسدا ولقينى منه اسد وهو اسد في صورة انسان ، واذا نظرت اليه لم تر الا اسدا وان رأيته عرفت جبهة الاسد ولئن لقيته ليلقينك منه الاسد وان اردت اسدا فعليك بفلان وانما هو اسد وليس هو آدميا بل هو اسد ، كل ذلك تشبيهات لا فرق الا في شأن المبالغة ، فالخيط الابيض والخيط الاسود في قوله عزوجل قائلا (حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ) يعدان من باب التشبيه ، حيث بينها بقوله من الفجر ، ولو لا ذلك لكانا من باب الاستعارة ـ انتهى.
(وجوابه) اى جواب الاعتراض الخامس : (انا لا نسلم ان ذكر الطرفين مطلقا ينافي الاستعارة ، بل) ينافيها (اذا كان) ذكر الطرفين (على وجه ينبئ عن التشبيه ، سواء كان على جهة الحمل نحو «زيد اسد» اولا) بأن يكون على جهة اضافة المشبه الى المشبه.
(نحو «لجين الماء») في قوله :
والريح تعبث بالغصون وقد جرى |
|
ذهب الاصيل على لجين الماء |