(الموت لكن بادعاء السبعية له) فيكون الأسمان ـ اعنى لفظى المنية والسبع ـ لمسميين : الأول للموت مع ادعاء انه سبع ، والثانى لذلك الحيوان بتلك المخالب والهيئة المخصوصة ، فهناك سبعان ادعائي وهو المنية ـ اعني الموت ـ وحقيقى وهو ذلك الحيوان بتلك المخالب والهيئة المخصوصة ، وكذلك ههنا قادران مختاران احدهما ادعائى وهو الربيع ـ اعني الزمان المخصوص ـ وثانيهما حقيقى وهو الله جل جلاله فليس مراد السكاكى ان ههنا سبعا واحدا كما يتوهم من ظاهر قول التفتازانى (وجعل لفظ المنية مرادفا للفظ السبع ادعاء) فتأمل جيدا (كيف) يكون مراده ذلك (وقد قال السكاكي في تحقيقه) اي تحقيق مراده (انا ندعى اسم المنية) اي لفظ المنية (اسما للسبع) اي الادعائي لا الحقيقي (مرادفا له) اى مرادفا للسبع الحقيقي (بارتكاب تأويل ، وهو ان المنية تدخل في جنس السباع لأجل المبالغة في التشبيه) فصار ههنا سبعان ، اى فردان من جنس السباع ، اسم احدهما المنية واسم الاخر اسمه اللغوي ـ اعنى السبع.
(وقال ايضا) في تحقيقه : (المراد بالمنية) التي هو الموت (السبع بادعاء السبعية لها) اي للمنية ، اي للموت (وانكار ان تكون) المنية ، اي الموت (شيئا آخر غير سبع).
والحاصل : ان دخول المنية ـ اى الموت ـ في جنس السباع مبنى على انه جعل افراد السبع بطريق التأويل قسمين : احدها المتعارف وهو الذى له غاية الجرأة ونهاية القوة في مثل تلك المخالب والجثة وهاتيك الصورة والهيئة والانياب الى غير ذلك ، والثانى غير المتعارف وهو الموت الذي له ايضا تلك الجرأة وتلك القوة لكن لا في تلك الجثة والهيكل