ان يقال له :
وكم من عائب قولا صحيحا |
|
وآفته من الفهم السقيم |
(وانكره ـ اي المجاز العقلى ـ السكاكى) اى قال ليس في كلام العرب مجاز عقلى ، ووجه الانكار ان المجاز خلاف الأصل وقد ثبت ذلك في طرف الاسناد يقينا ، واثباته في الاسناد وان كان ممكنا لكن الأولى رده الى المجاز في الطرف ، لأن الأصل رد المتردد الى المتيقن ، او لأن الأصل تقليل الاقسام.
(وقال) السكاكي ما حاصله : ان (الذي عندى نظمه في سلك الاستعارة بالكناية) قد تقدم المراد منها في الجزء الأول عند قول الخطيب «اذ به يكشف عن وجوه الاعجاز في نظم القرآن استارها على رأيه» ويأتى المراد منها على رأى السكاكى بعيد هذا (بجعل الربيع استعارة بالكناية عن الفاعلى الحقيقى) يعنى القادر المختار جل جلاله (بواسطة المبالغة في التشبيه وجعل نسبة الانبات اليه) اى الى الربيع (قرينة الاستعارة).
هذا حاصل ما ذكره السكاكى في المفتاح ، فانه بعد ما قسم المجاز الى لغوى وعقلى وذكر نبذا من احكام كل واحد منهما قال : ومن حق هذا المجاز الحكمى ان يكون فيه للمسند اليه المذكور نوع تعلق وشبه بالمسند اليه المتروك ، فانه لا يرتكب الا لذلك ، مثل ما يرى للربيع في «انبت الربيع البقل» من نوع شبه بالفاعل المختار من دوران الانبات معه وجودا وعد ما ، نظرا الى عدم الأنبات بدونه وقت الشتاء ، ووجوده مع مجيئه دوران الفعل مع اختيار القادر وجودا وعدما ، ومثل ما ترى ايضا للدواء في «شفى الدواء المريض»