احياني ملاقاته» المجاز اسناد احيى الى ملاقاته لا اسناد الجملة الواقعة خبرا الى المبتدأ) يعنى زيد في المثال الأول والحبيب في المثال الثانى فتنبه.
(واما على مذهب السكاكى ففيه) اى في انحصار الاقسام في الاربعة (اشكال) لأنه كما تقدم عرف المجاز العقلى بأنه الكلام المفاد به خلاف ما عند المتكلم من الحكم بتأول ، فيجوز عنده ان يكون المسند جملة اسندت للمبتدأ نحو «زيد صام نهاره» او «زيد نهاره صائم» ، والجملة لا توصف بالحقيقة ولا بالمجاز اللغويين لأخذ الكلمة في تعريفهما ، فلا تنحصر الاقسام عنده في الاربعة. هذا هو المراد من الاشكال ، ولكن سيأتى في علم البيان في بحث المجاز ان الجملة ايضا توصف بالحقيقة والمجاز ـ فتأمل جيدا.
(وهو ـ اى المجاز العقلى ـ في القرآن كثير) تقديم في القرآن على متعلقه ـ اعنى كثير ـ للاهتمام لا للحصر ، لأن هذا المجاز كثير في غير القرآن ايضا ، فلا وجه لتخصيصه بالقرآن. والغرض من بيان كثرته في القرآن الرد على من يتوهم انتفاء المجاز فيه لايهام المجاز الكذب ، لأنه خلاف الظاهر والقرآن منزه عن ذلك. وفيه كلام نذكره في بحث المجاز المرسل ان وفقنا الله لذلك.
وقد اشار المصنف الى بعض امثلة المجاز في القرآن ، منها قوله تعالى (وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً).
ان قلت : لم ترك المصنف ما هو المعهود في امثال المقام من زيادة لفظة منه قوله تعالى او كقوله تعالى او نحو قوله تعالى وامثال ذلك؟