(وحاصل الاشكال) الثانى : (ان الاسناد اعم من ان يكون على جهة الاثبات او النفي واثبات الفعل لما هو له معناه ظاهر) وصحيح لا غبار عليه (فما معنى نفى الفعل) او ما في معناه (عما هو له عند المتكلم في الظاهر) بل لا معنى لنفى الفعل او ما في معناه عما هو له ، لأنه بظاهره يؤدى الى التناقض ، لأن نفى شىء عن شىء معناه انه ليس له ، فكيف يقال انه له؟ وبعبارة اخرى : نفى القيام عن زيد معناه ان القيام ليس لزيد ، فكيف يقال في نحو «ما قام زيد» ان القيام اسند الى ما هو له ، هل هذا الا تهافت وتناقض؟
(وجوابه : ان معناه) اى معنى نفى الفعل عما هو له (انه لو اعتبر الكلام مجردا عن النفى وادى بصورة الاثبات لكان اسنادا الى ما هو له ، لأن النفى فرع الاثبات ، فالاسناد في «قام زيد» الى ما هو له فيكون حقيقة ، وكذا إذا نفيته وقلت «ما قام زيد» بخلاف الاسناد في نحو «صام نهارى» فانه اسناد الى غير ما هو له ، فيكون مجازا سواء اثبت ام نفى ، وكذا الكلام في سائر الانشاءات ، مثل «انهارك صائم» و «ليت نهاري صائم» وما اشبه ذلك) فان الكلام في الانشاء ايضا لو اعتبر مجردا عن اداة الانشاء وادى بصورة الاثبات لكان اسنادا الى ما هو له ، لأن الانشاء فرع الاخبار (فليتأمل) جيدا.
(ومنه) اى من الاسناد (مجاز عقلى) اى منسوب الى العقل ، وانما سمى بذلك لأن التصرف فيه ونقل الاسناد عن موضعه الأصلى ـ اعنى من هو له ـ الى غيره انما هو بحكم العقل ، اى عقل المتكلم وقصده لا الوضع واللغة.
قال الشيخ في اسرار البلاغة : اعلم ان المجاز على ضربين : مجاز من