بشار : انما قلتها ـ يعنى قصيدته ـ اعرابية وحشية فقلت «ان ذاك النجاح في التبكير» كما يقول الأعراب البدويون ، ولو قلت «بكرا فالنجاح في التبكير» كان هذا من كلام المولدين ولا يشبه ذلك الكلام ولا يدخل في معنى القصيدة التى قلتها. فقام خلف وقبل بشارا.
فهل فحوى ما جرى بين بشار وصاحبيه وهم من فحولة هذا النوع ومن المهرة المتقنين والسحرة المؤخذين الا راشحة بتحقيق ما انت منه على ريبة وقل لى مثل بشار وقد تعمد ان يهدر بشقشقة سكان مها في الريح من كل ما ضغ قيصوم وشيح اذا خاطب ببكرا محرضا صاحبيه على التشمير عن ساق الجد في شأن السفار ، افتراه لا يتصورهما حائمين حول هل التبكير يثمر النجاح فيتجانف عن التوكيد ولا يتلقاهما بأن هيهات ، ونظيره :
فغنها وهي لك الفداء |
|
ان غناء الابل الحداء |
وفي التنزيل (وَلا تُخاطِبْنِي) الآيات ـ انتهى.
(وغير ذلك) المذكور من الآيات (مما يأتي بعد الاوامر والنواهي ، وهو) اى الغير (كثير في التنزيل) بحيث لا يدركها الاحصاء كما ادعى ذلك في دلائل الاعجاز.
(وقال الشيخ عبد القاهر) ما مضمونه : ان (ان في هذه المقامات) اى في الآيات المذكورة (لتصحيح الكلام السابق والاحتجاج له وبيان وجه الفائدة فيه وتغنى غناء الفائدة).
قال الشيخ في كلام له قد تقدم بعضه : واعلم ان ههنا دقائق لو ان الكندى استقرى وتصفح وتتبع مواقع ان ثم الطف النظر واكثر التدبر لعلم علم ضرورة ان ليس سواء دخولها وان لا تدخل ، فأول