واذا كان الكندى يذهب هذا عليه حتى يركب فيه ركوب مستفهم او معترض فما ظنك بالعامة ومن هو في عداد العامة ممن لا يخطر شبه هذا بباله.
واعلم ان ههنا دقائق لو ان الكندى استقرى وتصفح وتتبع مواقع ان ثم ألطف النظر واكثر التدبر لعلم ضرورة ان ليس سواء دخولها وان لا تدخل ـ انتهى محل الحاجة من كلامه.
واما الكندى فهو على ما في بعض الحواشى من نسل الأشعث بن قيس ، وكان عظيم المنزلة عند المأمون وابنه احمد ، وله نحو مائتي تأليف ما بين كتاب ورسالة ، واما ابو العباس فهو اما ثعلب او المبرد لأنهما كانا متعاصرين ومتفقين في الكنية ـ انتهى.
فاذن لا تغتر بما يصدر من بعضهم من قدح هذا العلم الذى به يدرك دقائق الآيات التى هي اعلى المعجزات ، لأن القادح جاهل بهذا العلم والناس اعداء ما جهلوا.
قال في المفتاح : ان هذا الفن فن لا تلين عريكته ـ ولا تنقاد قرونته بمجرد استقراء صور منه وتتبع مظان اخوات لها واتعاب النفس بتكرارها واستيداع الخاطر حفظها وتحصيلها ، بل لا بد من ممارسات لها كثيرة ومراجعات فيها طويلة مع فضل الهى من سلامة فطرة واستقامة طبيعة وشدة ذكاء وصفاء قريحة وعقل وافر. وقال ايضا : واعلم انك اذا حذقت في هذا الفن لصدق همتك واستفراغ جهدك فيه ، وبالحرى امكنك التسلق به الى العثور على السبب في انزال رب العزة قرآنه المجيد على هذه المناهج انشاء الله تعالى ـ انتهى.
(ويسمى اخراج الكلام عليها ، اى على الوجوه المذكورة ، وهي الخلو عن التأكيد في) الضرب (الأول والتقوية بمؤكد استحسانا في)