نحو قول القائل «الاسلام حق» (اولا) كقول القائل «الاسلام باطل» (وكل واحد منهما) ثلاثة اقسام : لأنه (إما مع اعتقاد) القائل (انه مطابق) للواقع ، كأن يكون القائل الاول المسلم المتيقن او الظان على وجه ثبت في محله ، والقائل الثاني الكافر الجاحد المعاند ، فهذان قسمان (او) مع (اعتقاد) القائل (انه غير مطابق) للواقع ، كأن يكون القائل بالعكس من ذلك ، وهذان ايضا قسمان (او) يكون القائل (بدون الاعتقاد) كأن يكون القائل في كلا المثالين شاكا او غير مستشعر في قوله ، كالنائم والساهى والغافل والناسي والمجنون على خلاف يأتى عنقريب فتأمل ، وهذان ايضا قسمان (فهذه ستة اقسام ، واحد منها صادق وهو المطابق للواقع مع اعتقاد انه مطابق) للواقع ، وهو القسم الأول من القسمين الأولين (وواحد) منها (كاذب ، وهو غير المطابق) للواقع (مع اعتقاد انه غير مطابق للواقع) وهو القسم الثانى من القسمين الأولين (والباقي) اى القسمان الثانيان والثالثان (ليس بصادق ولا كاذب) فثبت الواسطة ، وهي هذه الأربعة ويأتى بيانها.
(فعنده) اى الجاحظ (صدق الخبر مطابقته للواقع) لكن لا وحدها كما عليه الجمهور بل (مع الاعتقاد بأنه مطابق) للواقع (وكذب الخبر عدمها معه ، اى عدم مطابقته للواقع مع اعتقاد انه غير مطابق) للواقع. وبعبارة اخرى كذب الخبر مخالفته للواقع مع اعتقاد المخالفة (ويلزم في الاول) اى في الصدق (مطابقة الخبر للاعتقاد) ايضا ، وذلك لأنه اذا اتحد الواقع والاعتقاد ـ كما هو المفروض ـ فمطابقته لأحدهما تستلزم مطابقة الآخر (و) يلزم (في الثانى) اي في الكذب (عدمها) اى عدم مطابقة الخبر للاعتقاد ايضا ،