محصول) مجموع (كلامه فيه) اي في دلائل الاعجاز (هو ان الفصاحة) عندهم (تطلق على معنيين) متغايرين : (احدهما ما مر في صدر المقدمة) من ان الفصاحة في المفرد «خلوصه من تنافر الحروف والغرابة ومخلالفة القياس اللغوى» وفي الكلام «خلوصه من ضعف التأليف وتنافر الكلمات والتعقيد مع فصاحتها» (ولا نزاع في رجوعها) اي الفصاحة بأحد هذين المعنيين (الى نفس اللفظ ، و) المعنى (الثاني) الذي تطلق الفصاحة عليه (انها وصف في الكلام به) اى بهذا الوصف (يقع التفاضل ، و) به (يثبت الاعجاز) للقرآن (وعليه) اى على هذا الوصف (تطلق البراعة والبلاغة والبيان) والفصاحة (وما شاكل ذلك) مما يدل على فضيلة فيها (ولا نزاع ايضا في ان الموصوف بها عرفا هو اللفظ ، اذ يقال) عرفا (لفظ فصيح ولا يقال معنى فصيح).
ومن مواضع التي يتحصل منه ان الفصاحة عندهم تطلق على ذينك المعنيين ما هذا نصه : واعلم انك كلما نظرت وجدت سبب الفساد واحدا ، وهو ظنهم الذي ظنوه في اللفظ وجعلهم الأوصاف التى تجري عليه كلها اوصافا له في نفسه ومن حيث هو لفظ وتركهم ان يميزوا بين ما كان وصفا له في نفسه وبين ما كانوا قد اكسبوه اياه من اجل امر عرض في معناه ، ولما كان هذا دأبهم ثم رأوا الناس واظهر شيء عندهم في معنى الفصاحة تقويم الاعراب والتحفظ من اللحن لم يشكوا أنه ينبغي ان يعتد به في جملة المزايا التى يفاضل بها بين كلام وكلام في الفصاحة ، وذهب عنهم ان ليس هو من الفصاحة التي يعنينا امرها في شيء ، وان كلامنا في فصاحة تجب للفظ لا من اجل شيء يدخل