لأجل ذلك عزيزي القارئ أقدم كتابي هذا إنه الحق يصرخ لنصرته ، لقد رأيت في عيون الذين حضروا حواري هذا التلهف لمعرفة الحقيقة ، وما زلت أراها في عيون كل الأحرار الذين يدفعون ثمن التضليل الإعلامي وتزييف الحقائق.
وعندما يشعر الإنسان قبل ذلك بلذة الانتصار على النفس الأمارة بالسوء ويبصر نور الحق شعلة براقة أمام ناظريه ... يتمنى أن يشاركه الآخرون هذا النور فيبين لهم طريق ذلك ...
وهذا الكتاب ما هو إلا إثارة لدفائن العقول وتحفيز الآخرين للبحث عن الحقيقة التي كادت أن تضيع بين مطرقة اقتفاء آثار الآباء ، والأجداد وسندان سياسة التجهيل التي مارسها العلماء في حق الأبرياء مثل هذا الشاب الذي أجريت معه الحوار ، إن هنالك الكثير ما يزال على فطرته يريد الحق ولكن يلتبس عليه الأمر فيتمسك بما اعتقده من باطل وأصبح جزء من كيانه يدافع عنه بتعصب مانعا الحقيقة أن تتسرب إلى عقله.
لقد من الله علي بالهداية بفضله وأدخلني برحمته إلى حيث نور الحق ، وشكرا لهذه النعمة يجب علي أن أبلغ للناس ما توصلت إليه.
لذلك أسطر هذه المباحث وأكتب هذا الكتاب إنه شعلة حق أخذتها من فاطمة الزهراء (ع) وأقدمها لكل طالب حق ، ولكل باحث عن الحقيقة.
ومن الأشياء التي ملأتني حماسا أكثر للكتابة ما أراه وأسمع به يوميا من هجوم شرس يشنه أعداء الإسلام على الأمة ، ومحاولاتهم المستمرة لتشويه صورة الدين الإسلامي النقية البيضاء التي أنزلت من قبل الله تعالى للبشرية وذلك بإثارة الفتن بين الطوائف الإسلامية ودعم الطفيليات الشيطانية التي غرست في جسد الأمة على حين غفلة ، فكانت وبالا عليها. وستري عزيزي القارئ ذلك واضحا إذا تعرفت على سر الافتراءات التي يرو جونها ضد أنصار الحق (الشيعة).