فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع (١).
والحديث لا يحتاج مني إلى توضيح فهو أوضح من الشمس في رابعة النهار.
حاول أحدهم أن يثبت لي وهو يحاورني أفضلية الخلفاء الثلاثة على علي (ع) قلت له : هناك حديث واحد كاف لبيان الفرق بين علي (ع) وأبي بكر وعمر ، روى ابن كثير في كتابه البداية والنهاية : بعث النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أبا بكر (رض) إلى بعض حصون خيبر فقاتل ثم رجع ولم يكن فتح وقد جهد ثم بعث عمر (رض) فقاتل ثم رجع ولم يكن فتح فقال الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : « لأعطين الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله يفتح الله على يديه كرارا ليس بفرار ، فدعا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عليا وهو يومئذ أرمد فتفل في عينيه ثم قال : خذ الراية فامض بها حتى يفتح الله عليك » (٢).
من خلال هذه الرواية نستشف من هو الأفضل وإلا لماذا ميز الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم عليا (ع) بهذه الصفات التي جاءت في الحديث وهو من أوتي جوامع الكلم وفصاحة اللسان وبلاغة اللسان وبلاغة التعبير خصوصا ما جاء في آخر الكلام « ليس بفرار » إشارة إلى فرار من سبقه من ساحة الوغى وقد استحى ابن كثير من ذكر ذلك فذكرها الطبري في تاريخه بكل وضوح عندما قال : « فانكشف عمر وأصحابه فرجعوا إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يجبنه أصحابه ويجبنهم ».
ــــــــــــــــ
(١) ـ تاريخ الطبري ج ٢ ص ٦٣ ـ ٦٤.
(٢) ـ البداية والنهاية ج ٤ ص ١٨٧.