تقول سليمى لو اقمت بأرضنا |
|
ولم قدر انى للمقام اطوف |
وهذا قريب مما ذكره الشيخ في ـ دلائل الاعجاز ـ وقد نقلناه آنفا فتأمل في المقام ، حتى تعرف المرام ، والله الموفق والمعين وبه الاعتصام ، في كل ما يرام.
(تنبيه) وليعلم : ان الاجمال شىء ، والتعقيد شىء آخر ، لان التعقيد كما ذكرنا : موجب لعدم دلالة الكلام على ما هو المقصود منه ، وبعبارة اخرى : التعقيد يوجب قصور الكلام عن الدلالة ، فيخل بالتفهم المقصود من الوضع ، وهذا بخلاف الاجمال ، لانه لا قصور في دلالته ، وانما القصور في تعيين المراد من بين مدلولاته ، فلا مانع من وقوعه في القرآن فضلا عن امكانه ، قال الهروى ـ في كفايته ـ : الحق وقوع الاشتراك للنقل والتبادر ، وعدم صحة السلب بالنسبة الى معنيين او اكثر للفظ واحد ، ان أحاله بعض لاخلاله بالتقهم المقصود من الوضع لخفاء القرائن ، لمنع الاخلال اولا ، لامكان الاتكال على القرائن الواضحة (الدالة على تعيين المراد ، وتسمى حينئذ قرينة معينة) ، ومنع كونه مخلا بالحكمة ثانيا ، لتعلق الغرض بالاجمال احيانا ، كما ان استعمال المشترك في القرآن ليس بمحال كما توهم لأجل لزوم التطويل بلا طائل ، مع الاتكال على القرائن ، والأجمال في المقال ، لو لا الاتكال عليها ، وكلاهما غير لائق بكلامه تعالى جل شأنه ، كما لا يخفى : وذلك لعدم لزوم التطويل فيما كان الاتكال على حال او مقال اتي به لغرض آخر ، ومنع كون الاجمال غير لائق بكلامه تعالى مع كونه مما يتعلق به الغرض ، والا لما وقع المشتبه في كلامه ، وقد اخبر في كتابه الكريم بوقوعه فيه ، قال الله