الدموع تحت الطلب) ، لأنه حينئذ جملة مستقلة ، معطوفة على جملة ـ سأطلب ـ لا معطوفة على بعد الدار ، اللازم منه : كونها مؤولة بالمفرد داخلة تحت الطلب ، كبعد الدار ، (لكنه) اي : الشاعر ، (اكب اليه) ، اي : اقبل عليه ، اي : على سكب الدموع واستمر في ذلك (ولازمه ملازمة الأمر المطلوب) الاستمرار فيه ، والملازمة مستفاد من كون الفعل مضارعا ، لأنه يفيد الاستمرار كما تقدم بيانه في اول الكتاب عند قوله : «وانا اسأل الله» (ليظن الدهر) والاخوان (انه) ، اى : سكب الدموع المكنى به عن الحزن (مطلوبه) اي : الشاعر ، (فيأتى) الدهر والاخوان (بضده) ، جريا على عادتهم من الاتيان بنقيض المطلوب ، (وهذا هو المعنى المشهور فيما بين القوم ، ولا يخفى ما فيه) ، اي : في هذا المعنى المشهور (من التكلف) ، اي : تحمل المشقة من دون جدوى ، (والتعسف) ، اي : التخبط ، اي : فعل شىء من دون روية وتأمل.
اما الأول ، اى : التكلف لأن الأحبة والزمان انما يأتون بنقيض المطلوب في الواقع ، لا في الظاهر ، والذى يطلبه الشاعر على المعنى المشهور مطلوب ظاهرى ، فلا يجدى هذا المعنى في تصحيح معنى البيت واجيب بأن ذلك من تصرفات الشعراء وتخيلاتهم.
واما الثاني ، اي : التعسف ، لأن طلب الشاعر للبعد والفراق اما في حال العراق ، او في حال الوصال ، فالأول تحصيل للحاصل والثاني نقض للغرض ، لأنه قطع للوصال الموجود لتحصيل وصال معدوم ولا يخفى : انه من اشنع أنواع نقض الغرض ، واجيب باختيار الشق الأول ، وهو : انه طلب في حال الفراق دوام الفراق ، لأجل دوام