البليغ ، وهذا نشأ من (مقابلة المدح باللوم دون الذم) ، المقابل للمدح ، او الهجاء ، القريب من الذم ، قال في ـ المصباح ـ : مدحته مدحا من باب نفع اثنيت عليه بما فيه من الصفات الجميلة ، خلقية كانت او اختيارية ، ولهذا كان المدح اعم من الحمد ، قال ـ الخطيب التبريزي ـ : المدح من قولهم : انمدحت الأرض ، اذا اتسعت ، فكان معنى مدحته : وسعت شكره ، ومدهته مدها : مثله ، وعن ـ الخليل ـ : بالحاء ، للغائب ، وبالهاء ، للحاضر ، وقال ـ السرقسطى ـ ويقال : ان ـ المده ـ في صفة الحال والهيئة لا غير ، انتهى.
وقال ـ ايضا ـ : ذممته اذمه ذما ، خلاف مدحته ، فهو ذميم ومذموم ، اي : غير محمود ، والذمام ـ بالكسر ـ : ما يذم به الرجل على اضاعته من العهد ، والمذمة ـ بفتح الميم ، وتفتح الذال وتكسر ـ : مثله ، انتهى.
وقال ـ ايضا ـ : هجاه يهجوه هجوا ، وقع فيه بالشعر ، وسبه وعابه ، والاسم : الهجاء ، مثل : كتاب ، انتهى.
والحاصل : انه كان المناسب بل الواجب على الشاعر : ان يذكر مع المدح ما يقابله ، لما يجيء في باب ـ الفصل والوصل ـ من ان من شرط كون العطف بالواو مقبولا : ان يكون بين الجملتين جهة جامعة ، ولو بالتقابل ، وقد فات الشاعر مراعاة ذلك ، وهذا (مما عابه الصاحب) بن عباد ، استاذ الشيخ عبد القاهر ، وتلميذ الوزير ابن العميد ، وقد يأتى عن قريب حكاية التعييب ، والشيخ عبد القاهر هو المؤسس لهذا الفن ، قال الفاضل المحشى : وقد اجيب عن تعييبه بأنه اذا جاز استعمال ـ اذا ـ في موقع ـ ان ـ للغرض المذكور ،