(ومنه) ، اي : من التنافر ، (ما دون ذلك مثل قوله : اى قول ابى تمام :
كريم متى امدحه امدحه والورى |
|
معي واذا ما لمته لمته وحدي |
(والورى) بمعنى الخلائق ، (مبتدأ خبره معى ، والواو للحال) اي : اذا مدحته مدحته حال كون الورى معي في مدحه ، اي : حال كونهم يساعدونني جميعا في مدحه ، لعموم احسانه فيهم ، ولكونه مجمعا للصفات الحسنة ، والاخلاق المستحسنة ، (اي : لا يشاركنى احد في ملامته) ، اي : لم يساعدني احد في ملامته ، (لأنه انما يستحق المدح دون الملامة) ، فلذلك لا يساعدني ولا يوافقنى احد في لومه ، حاصله : ان لا مقتضى للوم فيه لعدم كونه متصفا بالصفات الذميمة والاخلاق الرديئة (وفي استعمال ـ اذا ـ) التي تستعمل في التحقيق والمتيقن الوقوع ، كما يأتي بيانه في بحث الفرق بين ـ ان ، واذا ولو ـ (والفعل الماضي) كذلك (هاهنا) ، اي : فى قول ابى تمام (اعتبار لطيف) ، ورمز دقيق ، لا يطلع عليه الا ذو الذوق السليم والفهم المستقيم ، العارف باسرار لغة القرآن ، اما بحسب السليقة او او طول خدمة علمي المعاني والبيان ، لأن اللغة ولا سيما اسرارها لا مدخل فيها للعقل والبرهان ، (وهو ايهام ثبوت) هذه (الدعوى) اي : دعوى كون الخلائق مساعدين له في مدحه ، دون لومه.
وبعبارة أخرى : (كأنه تحقق منه) ، اي : من ابي تمام (اللوم) اي : لوم الممدوح (فلم يشاركه احد) من الخلائق ، فليس هذا الكلام مجرد ادعاء فارغ ، بل تحقق منه اللوم في الخارج ولم يشاركه احد ، (لكن) الشاعر ، فات منه مراعاة ما يجب مراعاته في الكلام