واعلم : انه انما عرف ضعف التأليف وتالييه دون الخلوص منها ، وان كان الكلام فيه ، لأن الخلوص مما ذكر ، بمعنى العدم المضاف الى ضعف التأليف وتالييه ، والعدم المضاف ، لا يعرف الا بعد معرفة المضاف اليه ، كما قال الحكيم المتأله السبزوارى.
لا ميز في الأعدام من حيث العدم |
|
وهو لها اذا بوهم ترتسم |
واوضحه في شرحه بقوله : لا ميز في الأعدام من حيث العدم ، وهو اي : الميز لها ، اي : للاعدام ، اذا بوهم ، اي : في وهم ترتسم تلك الأعدام ، وارتسامها في الوهم : باعتبار الاضافة الى الملكات فيتصور ملكات متمايزة ، ووجودات متخالفة ، وتضيف اليها : مفهوم العدم ، فيحصل عنده اعدام متمايزة في الأحكام ، واما مع قطع النظر عن ذلك : فلا يتميز عدم عن عدم ، انتهى.
وقال بعض الفضلاء في توضيح مرامه : وانما صار ارتسامها في الوهم باعتبار الاضافة الى الملكات ، لأن القوة الواهمة من القوى الجزئية ، ومدركاتها امور جزئية ، وجزئية مدركاتها بالاضافة الى الملكات ، فالعداوة من حيث هي عداوة ، كلى لا تدركها الواهمة ، وانما الواهمة تدرك عداوة هذا الذئب ، فتصير العداوة باضافتها الى هذا الذئب ، ـ الذي هو امر وجودي ـ جزئيا مدركة للوهم ، وكذلك العدم المطلق ، لا يدركه الوهم ، واذا اضيف الى وجود ، كعدم وجود زيد اي : رفع وجوده الى مهية ، كعدم زيد ، بمعنى : وصف مهيته بالعدم يصير جزئيا مدركا بالوهم ، انتهى.
(والضعف) ، اي : ضعف التأليف : (ان يكون تأليف أجزاء الكلام) ، اي : تركيب أجزائه سواء اوجب ذلك تعقيدا ام لا ،