ازالت الثقل الحاصل من توسط ـ الشين ـ بين ما ذكر فتأمل.
ثم اعلم : انه زعم قوم آخرون ، منهم «الخليل» على ما حكى عنه ـ الباقلاني ـ في «اعجاز القرآن» في الفصل الذي يذكر : وجوها من البلاغة.
ان الضابط المعول عليه في التنافر : بعد مخارج الحروف وقربها ، فاذا بعدت فالنطق بها كالطفرة ، واذا قربت كان النطق بها كالمشى في القيد.
وزعم آخرون ، منهم ـ الخفاجي ـ على ما حكى عنه ـ الموصلي ـ : ان الضابط بعد المخارج فقط ، بناء على ما يظهر من آخر المقالة الآتية.
قال ـ في المقالة الاولى ، في الصناعة اللفظية ـ : قد ذكر ابن سنان الخفاجي ، ما يتعلق باللفظة الواحدة من الأوصاف ، وقسمها الى عدة اقسام كتباعد مخارج الحروف ، وان تكون الكلمة جارية على العرف العربي ، غير شاذة ، وان تكون مصغرة في موضع : يعبر به عن شيء لطيف او خفي ، او ما جرى مجراه ، وان لا تكون مبتذلة بين العامة ، وغير ذلك من الأوصاف ، وفي الذي ذكره مالا حاجة اليه.
اما تباعد المخارج : فان معظم اللغة العربية دائر عليه ، لأن الواضع قسمها في وضعه : ثلاثة اقسام : ثلاثيا ، ورباعيا ، وخماسيا.
والثلاثي من الألفاظ : هو الأكثر ، ولا يوجد فيه : ما يكره استعماله الا الشاذ النادر.
واما الرباعى : فانه وسط بين الثلاثي والخماسي ، في الكثرة عدد او استعمالا.
واما الخماسي : فانه الأقل ، ولا يوجد فيه ما يستعمل الا الشاذ النادر وعلى هذا التقدير : فان اكثر اللغة مستعمل على غير مكروه ،