وفيه نظر ، يظهر وجهه : مما ننقله في التنبيه الآتي.
(فائدة) قال ـ المرزوقي ـ : اكثر ما يستعمل الزعم ، فيما كان باطلا ، وفيه ارتياب.
قال ـ الخطائي ـ : ولهذا ، قيل : «زعم» مطية الكذب ، وزعم غير مزعم : قال غير مقول صالح ، وادعى ما لا يمكن.
وقال ابو البقاء : الزعم ـ بضم الزاي ـ : اعتقاد الباطل ، بلا تقول و ـ بفتحها ـ : اعتقاد الباطل بتقول.
وقيل : ـ بالفتح ـ : قول مع الظن ، ـ وبالضم ـ : ظن بلا قول ومن عادة العرب ، ان من قال كلاما وكان عندهم كاذبا ، قالوا : زعم فلان.
قال ـ شريح ـ : لكل شيء كنية ، وكنية الكذب : «زعم» وقد جاء في ـ القرآن ـ في كل موضع ، ذما للقائلين.
(تنبيه) ، اعلم : ان المظنون قويا ، ان الزاعم المذكور : هو ـ الموصلي ـ لانه قال ـ في بحث القبيح من الألفاظ ، الذي يعاب استعماله ـ : ومما يدخل في هذا الباب : ان يجتنب الألفاظ ، المؤلفة من حروف : يثقل النطق بها ، سواء كانت طويلة ، او قصيرة.
ومثال ذلك : قول امرء القيس ـ في قصيدته اللامية ، التي هي من جملة القصائد السبع الطوال ـ :
غدائره مستشزرات الى العلى |
|
تضل العقاص في مثنى ومرسل |
فلفظة «مستشزرات» مما يقبح استعمالها ، لأنها تثقل على اللسان ويشق النطق بها ، وان لم تكن طويلة ، لانا لو قلنا : مستنكرات ، او مستنفرات. على وزن مستشزرات ، لما كان في هاتين اللفظتين : من