(و) انما جمع العقاص ، دون الأخيرين : للاشارة الى ان (الأول) اي : العقاص مع كثرتها : (يغيب في) كل واحد من (الأخيرين) اي : المثنى وحده ، (و) المرسل وحده.
وذلك : لان (الغرض بيان كثرة شعره). فاذا كان كل واحد من الأخيرين ، بحيث : يغيب فيه العفاص مع كثرتها ، دل ذلك على الغرض ، اعني : كثرة الشعر ، دلالة بينة واضحة.
ولهذه القصيدة : حكاية لطيفة ، مذكورة في الشواهد ، فراجع حتى تعرفها.
واعلم : ان المحكم في التنافر ، هو : الذوق ليس الا ، لكن لا يدرى : ان منشأه ما ذا؟ فكل ما يعده الذوق ثقيلا على اللسان ، عسيرا في النطق ، كان متنافرا ، والا فلا ، والذوق قد تقدم معناه في بحث رفع التناقض المتوهم : بين كلامي ـ المصنف ـ و ـ المفتاح ـ.
(و) اعلم : انه (زعم بعضهم) ، انه يمكن ان يعرف المنشأ ويدرى ، ويتوقف معرفة مقالتهم المزعومة : على معرفة مخارج الحروف ومعرفة مالها من الاقسام ، من حيث الهمس والجهر ، ونحوهما.
ونحن قد بيناها في «الجزء الرابع» من تعليقتنا على «البهجة المرضية» في ـ باب الامالة ـ بيانا مستوفى ، فمن اراد الاطلاع : فعليه بمراجعتها ، ونذكر هاهنا : شطرا منها ، بمقدار يتضح به المقالة المزعومة.
فاعلم : ان الحروف باعتبار اوصافها ، تنقسم الى تقاسيم : منها : تقسيهما ، اي : جميع الحروف ، الى «المهموسة» و «المجهورة».
فالمجهورة : تسعة عشر حرفا ، وهي : «ظل قوربض اذ غزاجند مطيع» وانما سميت هذه الحروف مجهورة : لأنه لا بد في بيانها واخراجها