وانما سميت بذلك : لأنها افصحت ، او افضحت ، اي : بينت واظهرت ، شرطا مقدرا ، اي : اذا اردت بيان كل واحد من أقسام الفصاحة والبلاغة ، وتعريفها : فالفصاحة (الكائنة في المفرد) ، وانما اظهر : متعلق الظرف ، مع كونه : واجب الحذف ـ كما بين في النحو ـ : تنبيها على ان الظرف مستقر ، صفة للفصاحة.
وانما جعله معرفة ، لئلا يتوهم : كون الظرف المتعلق به ، حالا ، قال في ـ الصمدية ـ : الجار والمجرور ، والظرف ، اذا وقع احدهما بعد المعرفة المحضة : «فحال» او النكرة المحضة : «فصفة» او غير محضة فمحتمل لهما.
ولا بد من تعلقهما بالفعل ، او بما فيه رائحته.
ويجب حذف المتعلق ، اذا كان احدهما : صفة ، او صلة ، او خبرا او حالا ، انتهى.
وانما لم يجعل الظرف حالا ، مع كون المقام جائز الوجهين ، لأن الحال قيد للعامل ، لفظيا كان او معنويا ، ولا معنى للتقييد هنا ، لأن التقييد : انما هو لشيء يختلف حاله ، كالمجيء ـ في قولنا ـ : جاء زيد راكبا ، والفصاحة بوصف كونها في المفرد : لا يختلف حالها حتى يقيد بحال دون حال ، فتأمل.
وانما قلنا : ان المقام جائز الوجهين ، لأن التعريف في الفصاحة غير محضة ، لكون ـ اللام ـ فيها : جنسية ، ومدخولها : في حكم النكرة ـ كما يأتي في احوال المسند اليه ، في بحث تعريف المسند اليه ـ حيث يقول :