فصح جوابه ـ ايضا ـ : بأنه لم يقل : ان التعريفات غير صالح على رأيى او رأى غيري.
والدليل على ذلك : أنه (اخذه) ، اي : صنيعه (من اطلاقاتهم واعتباراتهم) ، التي اعتبروها هم انفسهم ، في كل قسم على حدة.
(وحينئذ لا يتوجه الاعتراض) ، الذي اورده خطيب اليمن ، (على قوله : لم اجد في كلام) احد من (الناس ، ما يصلح لتعريفهما به بأنه) بيان لاعتراض الخطيب ، وهو : انه (لا مدخل للرأي في تفسير الألفاظ).
(و) بعد ما بينا من شرح الحكاية ، اشكالا ، واعتراضا ، وجوابا.
وبعد ظهور : ان ليس لاشكال ـ المصنف ـ نظر الى ناس معهودين معينين ، بل الاشكال متوجه : الى كل من تصدى لتعريف الفصاحة والبلاغة.
وبعد ظهور : ان الاشكال وارد ، بحيث لا مدفع له. «لا يحتاج الى ان يجاب عنه» ، اى : عن اعتراض الخطيب ، تأييدا للمصنف : «بان المراد بالناس» ـ في كلام المصنف ـ : «المعهودون المعينون».
بل ، لا يصح هذا الجواب والتأييد ، لأنه تفسير للكلام : بما لا يرضى صاحبه ، اذ المراد بالناس ـ في كلام المصنف ـ : ليس ناسا معهودين معينين ، بل المراد ـ كما قلنا ـ : كل من تصدى للتعريف في المقام ، فتأمل واجتهد ، واسأل التوفيق من الله في فهم المرام ، فانه الموفق وبه الهداية والاعتصام.
(ثم) اعلم : ان التقدم على خمسة اقسام ، وكذلك التأخر ويعلم اقسامه : من بيان اقسام التقدم بالمقابلة.