جمع شيئين مختلفى الماهية في حد ، وذلك : لأن الحد مبين للماهية بذكر جميع اجزائها ، مطابقة او تضمنا ، والمختلفان في الماهية لا يتساويان في جميع اجزائها ، حتى يجتمعان في حد.
والدليل : على اختلاف حقيقتهما ، ان احدهما مخرج ، والآخر غير مخرج ..» انتهى محل الحاجة من كلامه.
اذا عرفت ذلك ، فاعلم : ان صنيع «الخطيب» كصنيع «ابن الحاجب» حيث : قدم تقسيم الفصاحة والبلاغة ، باعتبار ما تقعان وصفا له ، بقوله ـ فيما سبق ـ : «الفصاحة : يوصف بها المفرد والكلام» الخ
ثم عرف كل واحد من الأقسام ـ في المتن الآتي ـ : بما يليق به ، اذ هما ـ ايضا ـ من قبيل : ـ المشترك اللفظى ـ بالنسبة الى ما تقعان وصفا له.
فلا يتأتى : ان يؤتى للفصاحة بتعريف واحد ، بحيث يشتمل اقسامها الثلاثة ، ويخرج غيرها.
وكذلك البلاغة : لا يمكن ان يؤتى لها بتعريف واحد ، يعم قسميها.
وهذا هو المراد بقوله : (لما كانت المخالفة في المفرد ، راجعة الى اللغة ، و) المخالفة (في الكلام) ، راجعة (الى النحو).
وقد تقدم بعض البيان : في كيفية رجوعها فيهما ، اليهما ـ عند قوله ـ : «لا علم بعد علم الاصول ..» الخ.
وسيأتي تفصيل ذلك ، عن قريب ـ انشاء الله تعالى ـ.
(وكانت الغرابة مختصة : بالمفرد) ، يظهر وجه الاختصاص عند تعريفها فيما يأتى.
(و) كان (التعقيد) ، مختصا : (بالكلام) ، يظهر ـ ايضا ـ