والمقام من هذا القبيل ، حذف المفعول الأول ، لأنه غير مقصود ـ كما اختاره الشارح ـ او لان المراد العموم ، لأن الحذف ـ كما يأتي ـ يفيد العموم ، او لان الخطاب لغير معين ، اي : لكل من يتأتى منه الانتفاع بهذا المختصر ، ـ كما يأتي في باب تعريف المسند اليه ـ
(والمعنى) على ما ذكرنا : (لا امنعك جهدا ، وحذف هنا المفعول الأول : لأنه غير مقصود) ، او لما اشرنا اليه.
(اي : لم امنع اجتهادا) ، اي : بذلت كل جهدي ، (في تحقيقه ، اي : المختصر) ، او القسم الثالث ، (يعني : في تحقيق ما ذكر فيه من الابحاث ، وتهذيبه ، اي : تنقيحه ، ورتبته ، اي : المختصر ترتيبا اقرب تناولا ، اي : اخذا ، وهو) اي : التناول (في الأصل) ، اي : في اللغة ، (مد اليد الى الشيء ليؤخذ).
قال ـ في المصباح ـ : نولته المال تنويلا : اعطيته ، والاسم النوال ونلت له بالعطية انول له نولا ـ من باب قال ـ ونلته العطية ـ ايضا ـ كذلك ، وناولته الشيء فتناوله ، انتهى.
(من ترتيبه ، اي : ترتيب السكاكي ، او القسم الثالث) ، وهو من قبيل : (اضافة المصدر الى الفاعل) ، ان كان المراد الأول ، وهو اكثر في الاستعمال ، لكون الفاعل متصلا بعامله ، كما بيناه ـ في المكررات ، في باب اعمال المصدر ـ ولذا قدمه.
(او) من قبيل اضافة المصدر الى (المفعول) ، ان كان المراد الثاني ، وهو اقل استعمالا ـ ان ذكر الفاعل ـ ، وكثير ـ ان لم يذكر ـ ، وقد ذكرنا وجهه في الموضع المذكور ، فراجع.
(ولم ابالغ في اختصار لفظه ، اي : المختصر).