نداء المجهول اسمه
إذا أردنا نداء المجهول الاسم وجدنا فى اللغة أساليب تختلف باختلاف ذاته ومكانته ؛ فقد نقول له : يا رجل ـ يا شابّ ـ يا فتى ـ يا غلام ـ يا هذا ـ أيها السيد ـ أيها الأخ ـ يا زميل ... كما نقول : يا فتاة ـ يا شابة ، يا سيدة أيتها الأخت ـ يا زميلة ... ، إلى غير هذا من الكلمات الصالحة للنداء. والتى يترك اختيارها لذوق المتكلم ، وبراعته فى حسن الاختيار الملائم للمقام ، كما اختار العرب قديما ، وكما يختار المتعلمون اليوم ...
ومما اختاره العرب أحيانا كلمة : «هن» لنداء المذكر المجهول ، و «هنة» (بسكون (١) النون أو فتحها) للمؤنثة المجهولة ؛ تقول : يا هن ، لا تستشعر الوحشة فى بلدنا ؛ فالغريب بيننا قريب ـ يا هنة ما ذا تبتغين؟ ... ويقولون فى التثنية : يا هنان ... ، ويا هنتان ... وفى جمعى السلامة : يا هنون (٢) يا هنات.
وربما ختموا هذه الكلمات عند ندائها بالأحرف الزائدة التى قد تختم بها فى الندبة (٣) ؛ فيقولون فى الإفراد : يا هناه ، ويا هنتاه ، وفى التثنية : يا هنانيه ويا هنتانيه ، وفى الجمع : يا هنوناه ، ويا هناتوه ؛ بسكون الهاء الأخيرة فى كلّ ذلك عند الوقف ، وحذفها ، وصلا. وقد تثبت وصلا فى الشعر أو غيره ؛ فتتحرك بالضمّ أو بالكسر.
ولما كانت «هن» و «هنة» متعددة المعانى اللغوية ، ومن معانيها ما هو محمود وما هو مذموم ـ كان الأنسب اليوم أن نختار سواها عند نداء المجهول الاسم ، وأن نهجرها بصورها وفروعها المختلفة.
__________________
(١) قال الصبان : إنه بسكون النون. وجاء فى كثير من كتب اللغة بفتحها. ولعل الفتح أنسب لتاء التأنيث ، وليساير المذكر.
(٢) يجمعونه جمع مذكر ، مع أن شروط جمع المذكر لا تنطبق عليه.
(٣) سيجىء بابها فى ص ٨٧.