الأولى وإبقاءها جائز ـ كما أسلفنا (١) ـ.
وكذلك لا يجب القلب ، وإنما يجوز ، فى مثل : «الوولى» ـ بواو مضمومة تليها أخرى ساكنة ـ وأصلها للتفضيل ، وفعلها هو : «وأل» بمعنى : لجأ ، تقول. وأل الطائر إلى عشه ، بمعنى : لجأ إليه. واسم التفضيل منه للمذكر هو : أوأل ، وللمؤنث هو : وؤلى (على زنة : فعلى). ويصح التخفيف بقلب الهمزة الثانية واوا ساكنة ، فتصير الكلمة : «وولى» فيجتمع فى أولها واوان أولاهما متحركة والثانية ساكنة ، غير أصيلة فى الواوية ؛ لأن واويتها طارئة بسبب التخفيف العارض ؛ لهذا لا يكون قلب الأولى واجبا ؛ وإنما هو : جائز ؛ فيقال أولى ، أو : «وولى».
ولا يصح القلب مطلقا إذا اجتمع الواوان فى آخر الكلمة كما فى نحو : هووىّ. ونووىّ فى النسبة إلى ، هوى ونوى ، طبقا لقواعد النسب التى مرّت فى بابه (٢) ...
__________________
(١) وإلى هذا أشار ابن مالك بقوله فى البيت السادس ... وسيأتى لمناسبة أخرى فى ص ٧٠٨.
(واوا). وهمزا أوّل الواوين رد |
|
فى بدء غير شبه : ووفى الأشد ـ ٦ |
(الأشد ـ بتخفيف الدال هنا للشعر ـ : القوة. فلان ووفى الأشدّ : بلغ القوة. وهى بين الثامنة عشرة والثلاثين. وهذه الكلمة على صورة جمع التكسير وليست جمعا فى الرأى الشائع. والفعل : رد : ماض مبنى للمجهول ، وهذا أحسن من جعله فعل أمر قد يفيد مدلوله أن عدم الرد واجب فى : ووفى ، مع أنه ليس بواجب. ـ «والدال» مخففة للشعر ـ
(٢) ص ٦٦١ مع ملاحظة أن ياء النسب مشددة ، وزائدة فى آخر الكلمة. وفى بيان الأحرف التى يقع فيها «الإبدال». ومواضع إبدال الهمزة من الواو والياء يقول ابن مالك فى باب عنوانه : «الإبدال» ما نصه :
أحرف الإبدال : «هدأت موطيا» |
|
فأبدل الهمزة من واو ويا ـ ١ |
آخرا ، إثر ألف زيد. وفى |
|
فاعل ما أعلّ عينا ذا اقتفى ـ ٢ |
(ذا اقتفى : اتّبع وروعى) سرد فى هذين البيتين : أحرف الإبدال وانتقل بعد بيانها فى أول شطر إلى مواضع إبدال الهمزة من الواو والياء فذكر موضعين فى البيت الثانى ، هما : وقوع الواو والياء آخر الكلمة إثر ألف زائدة ـ ، أى : عقب ألف زائدة ـ ووقوعهما ـ عينا معلة فى صيغة «فاعل» ـ يريد اسم الفاعل من فعل ثلاثى معتل العين بأحدهما. ثم انتقل إلى بيان الحالة الثالثة لإبدال الهمزة منهما ومن الألف. فقال :
والمدّ زيد ثالثا فى الواحد |
|
همزا يرى فى مثل : كالقلائد ـ ٣ |
ـ