وإنما هى لازمة لصيغة الكلمة وبنيتها ، ولا يكون للكلمة معنى بحذفها ، ويعتبر الحرفان فى هذه الحالة غير متطرفين ؛ كشأنهما فى قاول وبايع ... حيث توسطا فبقيا من غير قلب.
وكذلك لا يصح إبدالهما همزة إن لم يقعا بعد ألف ، نحو : غزو ، وظبى ، أو كانت الألف التى قبلهما أصلية ، نحو : واو ، وآى ، جمع آية (١) ...
٢ ـ وقوع أحدهما عينا لاسم فاعل ، وقد أعلّ (٢) فى عين فعله ، نحو صائم ـ هائم ، وفعلهما : صام وهام. وأصلهما : صوم ، وهيم ؛ فعين الفعل حرف علة (واو أو ياء) تحرك وانفتح ما قبله ، فانقلب ألفا ـ كما سيجىء ـ فاسم الفاعل هو : صاوم ، وهايم. ثم قلبت الواو والياء همزة.
فإن كانت العين غير معلة فى الفعل لم يصح الإبدال ؛ نحو : عين الرجل (٣) فهو : عاين ، وعور (٤) فهو عاور (٥) ...
٣ ـ وقوع أحدهما فى جمع التكسير بعد ألف : «مفاعل» وما شابهه فى عدد الحروف وحركاتها ؛ كفعائل وفواعل (٦) ... بشرط أن يكون كل من الحرفين مدّة ثالثة زائدة فى مفرده ـ ومثلهما الألف فى هذا ـ ، نحو : عجائز ، وصحائف ، وقلائد ... ومفردها : عجوز ، وصحيفة ، وقلادة ، فلا إبدال فى مثل : قساور ، ومعايش ، لأنهما أصليّان فى المفرد ، وهو قسور (٧) ، ومعيشة (٨) ومن الشاذ المسموع : منائر ، ومصائب ؛ لأن مفردهما : منارة ومصيبة ، فالحرفان فيهما أصليان (٩) ...
__________________
(١) وإلى هذه الحالة يشير ابن مالك فى الشطر الأول من بيته الثانى الآتى. فى ص ٧٠٣.!
(٢) أى : أصابه الإعلال ؛ ويراد به هنا : قلب حرف العلة (ويلحق به : الهمزة كما سبق فى ص ٦٩٥) ، حرفا آخر من نظائره التى للعلة أيضا ، أو ، الهمزة بالشروط الخاصة بالقلب.
(٣) اتسع سواد عينه واشتد.
(٤) صار أعور ؛ (لذهاب البصر من إحدى عينيه).
(٥) وهذه الحالة هى التى أشار إليها الناظم فى آخر بيته الثانى الآتى. فى ص ٧٠٣.
(٦) سبق بيان المراد من هذه المشابهة فى ص ٦١٢ و ٦١٨.
(٧) القسور والقسورة : الأسد.
(٨) لأن فعلها : عاش. فوزن : «معايش» هو : «مفاعل» ، ولا تنقلب الياء فيها همزة عند الجمهور ، لأن الياء أصلية ، وقيل إن الفعل هو : «معش» ؛ فالميم أصلية ، والياء زائدة ووزن «معايش» هو : فعائل فتنقلب الياء الزائدة همزة ؛ وبهذا قرأ بعض القراء الآية الكريمة : (وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ) بالهمزة (راجع المصباح المنير ـ مادة عاش.)
(٩) وإلى هذه الحالة يسوق ابن مالك بيته الثالث. الآتى فى ص ٧٠٣.