والذى يحذف أو يبقى من الأحرف هنا هو ما يحذف أو يبقى عند جمع الاسم تكسيرا ؛ بحيث يبقى الحرف الأقوى الذى له المزية على غيره. فإن ساوى غيره فى الأفضلية جاز حذف أحدهما بغير تفضيل ـ كما عرفنا (١). ـ
فتصغير الاسم الخماسىّ فما فوقه يقتضى ـ فى الغالب ـ من الحذف والإبقاء ما يقتضيه تكسيره على : «فعالل ، وفعاليل» وما ضاهاهما فى الهيئة ؛ كمفاعل ومفاعيل ، وفواعل وأفاعيل ...
وما جاء مخالفا لهذا فهو شاذ هنا كشذوذ ما خالف الضوابط الخاصة بتصغير الثلاثى ؛ كتصغيرهم رجل على : رويجل ، ومغرب على : مغيربان ، وليلة على : لييلية ، وإنسان على : أنيسيان ... مع أن القياس فيما سبق هو : رجيل ـ مغيرب ـ لييلة ـ أنيسين إن كان جمعه للتكسير هو : أناسين (٢) ...
* * *
أسماء لا يحذف عند التصغير خامسها ولا ما فوقه :
يستثنى من القاعدة السالفة بعض أسماء تزيد أحرف كل منها على الأربعة ، ولا يحذف حرفها الخامس ولا ما بعده عند التّصغير ـ بالرغم من أنهما فى بعض الصّور قد يحذفان عند التكسير ـ فيصغر الاسم كأنه رباعىّ مع ترك الحروف
__________________
(١) بيان مزابا الحروف فى رقم ٣ من هامش ص ٦١٣.
(٢) انظر رقم ٢ هامش ص ٦٠٧ ،
وفى تصغير الرباعى وما زاد عليه ، وفى الوسيلة لذلك أحيانا من حذف بعض الأحرف كما تحذف فى التكسير ... ، يقول ابن مالك :
«فعيعل» مع «فعيعيل» لما |
|
فاق ؛ كجعل : درهم ، دريهما ـ ٢ |
وما به لمنتهى الجمع وصل |
|
به إلى أمثلة التّصغير صل ـ ٣ |
وتقدير هذا البيت : وما وصل به إلى التكسير فى صيغة منتهى الجموع صل به إلى التصغير حين تريد تصغير أمثلته. يريد بهذا حذف بعض الأحرف ، فإن الحذف هو الذى يوصل إلى جمع بعض الأسماء جمع تكسير على صيغة منتهى الجموع. ثم قال بعد ذلك فى الوصول إلى صيغة فعيعيل :
وجائز تعويض «يا» قبل الطّرف |
|
إن كان بعض الاسم فيهما انحذف ـ ٤ |
ثم بين أن ما خالف المذكور فى البابين (باب تصغير الثلاثى ، وباب تصغير غيره) خارج عن القياس :
وحائد عن القياس كلّ ما |
|
خالف فى البابين حكما رسما ـ ٥ |