المسألة ١٧٣ :
ب ـ أشهر جموع الكثرة.
أشهرها ثلاثة وعشرون جمعا قياسيّا. وقبل أن نسردها ، ونذكر شروط اطرادها نذكر أن لكل مفرد من مفرداتها جموعا مسموعة متعددة تخالف هذه الجموع القياسية المطردة ـ وقد أوضحنا الحكم فى هذا (١) ـ وفيما يلى القياسية :
١ ـ فعل (بضم فسكون) وهو جمع قياسىّ لشيئين ، «أفعل» وصف لمذكر (٢) ، و «فعلاء» وصف لمؤنث ؛ نحو : (أحمر وحمراء ، وجمعهما : حمر.) (وأخضر وخضراء ، وجمعهما : خضر.) (وأصفر وصفراء ، وجمعهما : صفر.) ...
ويجب ترك فائه مضمومة إن كانت عينه صحيحة أو معتلة بالواو ، نحو : خضر ، وزرق ، وسود ، وحوّ ؛ (فى جمع : أخضر وخضراء ، وأزرق وزرقاء ، وأسود وسوداء ، وأحوى وحوّاء (٣)) ففى هذه الأمثلة ـ وأشباهها ـ تسلم ضمة الفاء فى الجمع ، وتبقى على حالها.
أما إن كانت عينه ياء فيجب قلب ضمة الفاء كسرة ؛ لتسلم الياء من القلب ، (نحو : أبيض وبيضاء ، وجمعهما : بيض ؛ بكسر الباء.) ومثل : (أعين (٤) وعيناء وجمعهما : عين ، بكسر العين). ووزن الجمع «فعل» ، بضم الفاء كأصله ، برغم ما طرأ على فائه من قلب ضمتها كسرة.
ويجوز فى ضرورة الشعر ضم العين من هذا الجمع بشرط أن تكون صحيحة
__________________
(١) فى ص ٥٨٤.
(٢) استثنى ابن هشام ـ كما نقل عنه الصبان ـ أربعة من ألفاظ التوكيد المعنوى التى سبق الكلام عليها فى بابه من الجزء الثالث ؛ هى : (أجمع ـ أكتع ـ أبتع ـ أبصع ـ) مصرحا بأنها لا تجمع جمع تكسير ، وإنما تجمع جمع سلامة فقط. ولكن الأمثلة التى عرضتها المراجع النحوية المختلفة فى باب التوكيد اشتملت على جمعها للتكسير على صيغة : «فعل» ولم تقتصر على جمع السلامة. فلعل المراد هو منع تكسيرها على : «فعل».
(٣) الحوة : سواد يميل إلى خضرة ، أو حمرة تميل إلى سواد.
(٤) أعين الرجل : اتسعت عينه واشتد سوادها.