زيادة وتفصيل :
(ا) قد يضاف العدد المفرد إلى غير تمييزه المبين لنوع المعدود ، ولحقيقته الذاتية ؛ فيضاف إلى مستحق المعدود (ومن المفرد : واحد ، ومؤنثه : واحدة وحادية ، وإحدى ... ومنه : اثنان ، ومؤنثه : ثنتان واثنتان ، ومنه ثلاثة وعشرة وما بينهما ويلحق به جنس المائة والألف ...) لعدم الحاجة إلى ذكر التمييز استغناء عنه ، وطلبا لمضاف إليه يحقق غرضا لا يحققه التمييز ؛ هو الدلالة على أن العدد مملوك أو منتسب للمضاف إليه ، أو مرتبط به بنوع من أنواع الصلة والارتباط التى تحدثها الإضافة الجديدة ، والتى لا تبين نوعا ، ولا ذاتا (١) ، وإنما تبين استحقاق المضاف إليه للمضاف بوجه من وجوه الاستحقاق (٢) ومن الأمثلة: واحد قومه من لا يعول فى الدنيا على أحد ـ واحدة قومها من رفعت شأن بلدها فى مجال التربية والأمومة. وكأن يقال فى كتابين لمحمد : هذان اثنا محمد. وفى فتاتين من القاهرة : هاتان اثنتا القاهرة ، أو ثنتا القاهرة. وفى دراهم لمحمود وعلىّ : هذه سبعة محمود ، وتسعة علىّ ...
أما بقية أقسام العدد فيستغنى عن التمييز نوعان منها : كما سيجىء فى «ه».
(ب) قلنا (٣) : إن المراد بالمائة والألف هو جنسهما الشامل لمفردهما ، ولمثناهما ، ولجمعهما ... هذه الدلالة على الجمعية قد تكون بصيغة الجمع المباشر المتحقق فى لفظهما ؛ نحو : هذه مئو رجل تقود أربعة آلاف جندى. وقد تكون «الجمعية» غير مباشرة ؛ بأن تكون صيغة المائة : «مضافا إليه» يكتسب معنى الجمعية من «المضاف» بشرط أن يكون هذا المضاف ثلاثة ، أو تسعة ، أو عددا بينهما ؛ نحو : قضى الرّحالة ثلاثمائة يوم فى الصحراء ، قطع فيها تسعمائة ميل.
__________________
(١) سبقت الإشارة لهذا فى ١ من ص ٤٩٠.
(٢) لأن من يقول : هذه «خمسة محمود» يكون عارفا «محمودا وخمسته» حتما : فلا تحتاج لتمييز وإذا قلت : «هذه عشروك» فقد خاطبت من يعرف العشرين المنسوبة إليه ، ولا تقولها إلا لمن يعرف هذا ، كما أنك لا تقول : «كتاب حامد» إلا لمن يعرفهما نوع معرفة.
(٣) فى «ا» من ص ٤٨٩.