النسبة التى تستفاد من الإضافة (١) ؛ نحو : هذه خمسة محمود ، وتلك سبعة علىّ ... فقد تعرّف المضاف بالمضاف إليه ، وتميز به ؛ فلا يحتاج إلى تمييز ، ولهذا لا يعتبر المضاف إليه المذكور تمييزا ؛ لأن العدد استغنى عن التمييز ، واحتاج لمضاف إليه يحقق غرضا آخر.
وقد يغنى عن الجمع ما يدل على الجمعية ، ولو لم يسمّ جمعا فى اصطلاح النحاة ؛ كقوم ، ورهط (٢) ، وغيرهما من أسماء الجموع ؛ وكنحل وبقر ، من أسماء الأجناس. والغالب فى هذين النوعين أن يكونا مجرورين بالحرف «من» مع ظهوره فى الكلام ، نحو : ثلاثة من القوم فازوا ، وأربعة من الرهط تقدموا ، وخمسة من النحل جمعت العسل ، وستة من البقر جلبت الغنى لصاحبها. أما جرهما بالإضافة فالأحسن الاقتصار فيه على المسموع ومنه قوله تعالى : (وَكانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ) وقوله عليه السّلام : «ليس فيما دون خمس ذود (٣) صدقة» (٤).
٢ ـ وأما كونه للتكسير فهو الأكثر ورودا فى الكلام الفصيح. ويجوز أن يكون جمعا للتصحيح (٥) مناسبا ، إذا لم يكن للكلمة جمع مستعمل للتكسير ؛ نحو : خمس صلوات ، وسبع سنين. أو كان لها جمع تكسير مستعمل ولكن يعدل عنه إلى التصحيح لمجاورته ما أهمل تكسيره فى الكلام ؛ نحو : سبع سنبلات ؛ فإنه مجاور فى الآية الكريمة لسبع بقرات ، فى قوله تعالى : (وَقالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرى سَبْعَ بَقَراتٍ سِمانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجافٌ (٦) ، وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ ، وَأُخَرَ يابِساتٍ)، فقال لمراعاة التنسيق : «سبع سنبلات» ، بدل «سنابل» ؛ لمناسبة «بقرات» التى ترك جمع تكسيرها فى الآية. أو يكون لها جمع تكسير
__________________
(١) كما سيجىء فى الزيادة ص ٤٩٦ وص ٥١٤.
(٢) عدد من الرجال ـ خاصة ـ لا يزيد على عشرة فى الغالب ، وهو اسم جمع (أى : لا واحد له من لفظه ، مع دلالته على معنى الجمع).
(٣) الذود : مؤنث ، وهو عدد من الإبل لا يقل عن ثلاثة ، ولا يزيده على عشرة. ولفظه اسم جمع ، لا يجىء منه واحد.
(٤) انظر «ج» من ص ٥٠٦.
(٥) هو جمع المذكر السالم ، وجمع المؤنث السالم.
(٦) نحيفات ، هزيلات. (المفرد : أعجف ، وعجفاء. يقال ثور أعجف ، وثيران عجاف ، وبقرة عجفاء ، وبقرات عجاف).