زيادة وتفصيل :
ـ قلنا (١) : إن «كى» حرف متعدد الأنواع ... ، أشهرها النوع المصدرى السالف الذى أوضحناه (٢) ، ومما يزيده بيانا وجلاء ويتمم الفائدة عرض بقية الأنواع فى إيجاز مناسب.٢
الأنواع كلها أربعة :
(ا) «كى المصدرية» المحضة المختصة بالمضارع ونصبه وجوبا. وقد سبقت (٣).
(ب) «كى التعليلية المحضة» وهى حرف جر يفيد التعليل (أى : يفيد أن ما بعده علة لما قبله من كلام مثبت (٤) ، غالبا ؛ فهى بمنزلة «لام التعليل» السابقة (٥) معنى وعملا.) ولها أربع صور :
الأولى : أن تدخل على «ما» الاستفهامية ، ـ للسؤال عن العلة ـ فتجرها ؛ نحو : كيم تكثر الغابات فى المناطق الاستوائية؟ بمعنى : لم تكثر الغابات ..؟ ولا يصح أن تكون هنا مصدرية ؛ لوجود فاصل قوىّ بينها وبين المضارع ، ولفساد التركيب والمعنى على المصدرية.
الثانية : أن تدخل على : «ما» المصدرية فتجر المصدر المؤول : كقول الشاعر :
إذا أنت لم تنفع فضرّ ؛ فإنما |
|
يرجّى الفتى كيما يضرّ وينفع |
أى : يرجّى الفتى «كى» الضر والنفع ؛ بمعنى للضر والنفع (٦). فلا يصح ـ فى الراجح ـ اعتبارها مصدرية ؛ لوجود الفاصل ، ولأن الحرف المصدرى لا يدخل على نظيره فى الفصيح إلا لتوكيد لفظى فى بعض الحالات ، أو لضرورة شعرية ، وكلاهما غير مستحسن هنا ...
الثالثة : الداخلة على : «لام الجر» كقول الشاعر يفتخر بكرمه :
فأوقدت نارى كى ليبصر ضوءها |
|
وأخرجت كلبى وهو فى البيت داخله |
__________________
(١) فى ص ٢٨٢.
(٢) انظر رقم ٢ من هامش ص ٢٨٣ ، و «ب» من ص ٣٠٢.
(٣) فى ص ٢٨٣.
(٤) وقيل إن «ما» زائدة ، كفتها عن العمل ـ تبعا لبعض الآراء ـ وليست مصدرية ، والمصدر منسبك من «كى» الملغاة وصلتها. وعلى هذا تكون لام الجر مقدرة قبلها. وتدخل «كى» فى عداد المصدرية الناصبة ، ولكنها لم تنصب بسبب «ما».