زيادة وتفصيل :
(ا) يقول الصرفيون : إن علامة زيادة الألف والنون هى سقوطهما فى بعض التّصريفات ؛ ـ كما فى «حمدان» و «فرحان» ، علمين ؛ حيث يمكن ردهما إلى : حمد ، وفرح ... ـ بشرط أن يكون قبلهما أكثر من حرفين أصليين بغير تضعيف الثانى ؛ نحو : عثمان ـ مروان ـ رشدان ... فإن كان قبلهما حرفان أصليان ثانيهما مضعف جاز أمران ؛ إما اعتبار الحرف الذى حصل به التضعيف أصيلا ؛ فيؤدى هذا إلى الحكم بزيادة الألف والنون ؛ لوقوعهما بعد ثلاثة أحرف أصلية ، وإما عدم اعتباره أصيلا فيؤدى إلى الحكم بأصالة النون. ومن الأمثلة : حسان ـ عفان ـ حيان ... فتمنع من الصرف على اعتبارها من الحس ؛ بمعنى : الإحساس ـ مثلا ـ ومن العفة ـ ومن الحياة. ويكون وزنها «فعلان». وتنصرف على اعتبارها من الحسن ، والعفن ، والحين (بمعنى الهلاك) ، وتكون على وزن «فعّال» لأن نونها أصلية ... ومن الأمثلة : شيطان : فهو إما من شطن بمعنى : ابتعد ، وإما من شاط بمعنى : احترق ...
وإذا كان العلم ذو الزيادتين مسموعا عن العرب الفصحاء بصورة واحدة هى المنع أو عدمه فالأولى اتباع المسموع ، كما فى «حسان» شاعر الرسول ؛ فالمسموع عنهم منعه فى الحالات المختلفة ، ولهذا يحتم أكثر النحاة منعه ... ولكن هذا التحتيم تحكم وتشدد بغير حق.
(ب) لو أبدلت النون الزائدة لاما ـ كما يجرى فى بعض اللهجات القديمة ـ منع الاسم من الصرف أيضا إذا كان مستوفيا شروط المنع. كقولهم : أصيلال ، فى «أصيلان» ، التى هى تصغير شاذ لكلمة : «أصيل» (١) فإذا سمى إنسان : «أصيلال» منع الصرف ؛ للعلمية وزيادة الألف واللام ، إعطاء للحرف المبدل ، حكم الحرف لمبدل منه.
ولو أبدل الحرف الأخير نونا ـ فى بعض اللهجات القليلة ـ ، لم يمنع من الصرف ، كقول بعض العرب : حنّان ، وهى : الحنّاء ، فأبدلوا الهمزة الشائعة نونا ؛ فلو سمى رجل : «حنّانا» لم يمنع من الصرف.
__________________
(١) الوقت بين العصر والمغرب.