المسألة ١٤٥ :
ما لا ينصرف (١).
معنى الصرف :
الاسم المعرب قسمان :
١ ـ قسم يدخله نوع أصيل (٢) من التنوين ، لا يدخل غير هذا القسم ، ولا يفارقه فى حالات إعرابه المختلفة. ـ (إلا عند وجود طارئ معارض ؛ كإضافة الاسم ، أو اقترانه «بأل» (٣) أو وقوعه منادى معرفا ، أو اسما مفردا ل «لا» النافية للجنس ...) ـ ويدل وجوده على أن الاسم المعرب الذى يحويه أشد تمكنا فى الاسمية من سواه ؛ ولهذا يسمى : «تنوين الأمكنية» (٤) ، أى : التنوين الدال على أن هذا الاسم المعرب أمكن (٥) وأقوى درجة فى الاسمية من غيره. ويسمى
__________________
(١) الحروف كلها مبنية ، وكذلك الأفعال ، إلا المضارع المجرد من نون التوكيد المباشرة ، ومن نون الإناث ، فإن اتصل بإحداهما اتصالا مباشرا ، صار مبنيا. أما الاسماء فمنها : «المعرب» ، ومنها : «المبنى». ومن المعرب ما يسمى : «المتمكن الأمكن» ، وهو : «المنصرف» ، وما يسمى : «المتمكن غير الأمكن» ، وهو : «غير المنصرف». ويقول النحاة : إن الاسم إذا أشبه الحرف بنى ، وإذا أشبه الفعل منع من الصرف.
وقد سبق فى الجزء الأول (ص ٤٤ م ٦) تفصيل الكلام على هذا كله ، وبيان أحكامه ، وحقيقة الرأى فى كل ـ وستجىء لمحة منه فى هامش ص ١٩٤.
(٢) من التنوين ما هو أصيل ، وينحصر فى أربعة أنواع سبق بيانها ، وإيضاح أحكامها (فى ج ١ ص ١٧ م ٣) وهى : تنوين الأمكنية ـ تنوين التنكير ـ تنوين المقابلة ـ تنوين العوض. وما هو غير أصيل ؛ كتنوين الضرورة الشعرية ، وتنوين الترنيم ، والتنوين الغالى.
(٣) مهما كان نوعها.
(٤) لا بد من فهم هذا النوع من التنوين فهما دقيقا : كى يتيسر إدراك «الممنوع من الصرف» على وجهه الحق. ولن يتأتى الفهم الدقيق إلا بالإلمام التام بالأنواع الأربعة الأصيلة ، وتفهمها عند تفهم «تنوين الأمكنية» ليتميز بعضها من بعض ، ولا يختلط أمرها.
(٥) «أمكن» ، أفعل تفضيل من الفعل الثلاثى : «مكن مكانة» ، إذا بلغ الغاية فى التمكن ، ومن هنا جاء تنوين الأمكنية ولا يصح أن يكون من الفعل : «تمكن» لأن هذا غير ثلاثى لا يجىء فيه «أفعل» مباشرة.