ألا من مبلغ عنى تميما |
|
بآية ما يحبون (١) الطعاما |
بآية يقدمون (٢) الخيل شعثا |
|
كأنّ على سنابكها مداما |
وكلمة : «آية» المسموعة بهذا القصد لا تضاف جوازا إلا للجملة الفعلية ، بشرط أن يكون فعلها متصرفا ، سواء أكان مقرونا «بما» النافية (٣) ، أو المصدرية ، أم غير مقرون. إلا أن أن بعض النحاة يوجب تقدير «ما» المصدرية الظرفية عند عدم وجودها ، أو تقدير كلمة : «وقت» قبل الجملة الفعلية ؛ لتكون الإضافة من نوع إضافة أسماء الزمان التى شرحناها. وهذا خلاف شكلى ؛ لا أثر له.
لكن كلمة : «آية» لا يسرى عليها ما يسرى على أسماء الزمان السالفة من جواز الإعراب والبناء عند إضافتها للجملة ، وإنما يبقى لها حكمها الذى كانت تستحقه قبل إضافتها. وعلى هذا تكون كلمة : «آية» فى البيت الثانى معربة مضافة إلى الجملة المضارعية ، والمراد : أبلغهم كذا ، بعلامة إقدامهم الخيل شعثا متغيرة من التعب ... وهى معربة مضافة فى البيت الأول إلى المصدر المؤول من «ما» المصدرية (٤) والجملة المضارعية. والمراد ؛ إذا رأيت تميما فبلغهم عنى الرسالة. فكأن قائلا قال : بأى علامة تعرف تميم؟ فأجاب : بعلامة ما يحبون الطعام.
ومن تلك الألفاظ السماعية كلمة : «ذى» فى قولهم : (اذهب بذى تسلم (٥) واذهبا بذى تسلمان ، واذهبوا بذى تسلمون) ، والمسموع فى كلمة : «ذى» الجر «بالباء» فى هذا الأسلوب. والمعنى : اذهب بأمر هو سلامتك التى تلازمك ،
__________________
(١ و١) ورواية أخرى يبتدئ المضارع فيها بتاء الخطاب ، بدلا من ياء الغائب.
(٢) مثل قولهم : بآية ما كانوا ضعافا ولا عزلا.
(٣) يصح أن تكون «ما» زائدة. والجملة المضارعية بعدها هى المضاف إليه. ويجرى تأويل المضاف إليه على الطريقة التى سبق شرحها فى تأويل الجملة الواقعة مضافا إليه ، ص ٨٤.
(٤) هذا الأسلوب هو الذى وعدنا (فى رقم ٢ من هامش ص ٤٤) أن يكون إيضاحه هنا.