ورابعها ـ ما يضاف وجوبا إلى الجملة الفعلية دون غيرها. ومنه : إذا» (١) الشرطية الدالة على الزمان المستقبل ، نحو قول الشاعر :
وإذا تباع كريمة أو تشترى |
|
فسواك بائعها وأنت المشترى |
ووقوع الماضى فى جملة شرطها أو جزائها لا يخرجها عن الدلالة على الزمن المستقبل ؛ (لأنها تجعل زمن الماضى للمستقبل ، شأنها فى هذا شأن جميع أدوات الشرط غير الامتناعى) ، نحو : إذا غدر المرء بصاحبه كان بسواه أغدر. وقولهم : إذا عثر الكريم أخذ بيده الكرام ... و ... (٢)
ومنه : «لمّا (٣)» الظرفية ، كقوله تعالى : (فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا صالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا) ، وقول الشاعر :
عتبت على عمرو ، فلما فقدته |
|
وجرّبت أقواما بكيت على عمرو |
ومنه ألفاظ أخرى منثورة فى المراجع اللغوية والأدبية (٤)».
__________________
(١) وهى مبنية دائما ـ.
وقد سبق الكلام على : «إذا» بتفصيل مناسب (فى ج ٢ ص ٢٦٠ م ٧٩ باب : الظرف) يشمل سرد معانيها ، وأحوالها ، وأحكامها المختلفة. وسيجىء الكلام عليها بمناسبة أخرى ، ولغرض آخر ؛ هو : «الشرطية» فى ج ٤ ص ٣٣٣ م ١٥٦ باب : «الجوازم» ـ.
واكتفى ابن مالك ببيت واحد سجل فيه أنها من الأسماء التى تضاف إلى الأفعال لزوما ، ولم يزد شيئا ؛ حيث يقول :
وألزموا «إذا» إضافة إلى |
|
جمل الأفعال ؛ كهن إذا اعتلى |
(هن إذا اعتلى : تواضع وتساهل إذا أظهر رفيقك أو غيره الاعتلاء ؛ أى : التكبر).
(٢) ويجوز أن يحذف المضاف إليه (أى : الجملة) ويجىء التنوين عوضا عنه ؛ كقولهم : من يجحد الفضل فليس إذا يعد من أهله. التقدير : فليس إذا (يجحده) يعدّ من أهله. فحذفت الجملة الواقعة مضافا إليه ، وجاء التنوين عوضا عنها.
(راجع ج ١ من التصريح والصبان فى مبحث تنوين العوض).
(٣) تسمى : «لما الحينية» ؛ لأنها بمعنى كلمة : «حين» عند من يجعلون «لما» ، اسما.
وقد سبق ـ فى ج ٢ ص ٢٧٥ م ٧٩ باب. «الظرف» ـ إيضاح الكلام عليها بتفصيل لا غنى عنه ، ولا سيما البيان الخاص بشرطها ، وجوابها ، ونوعهما ، وتقدم هذا الجواب. وسيجىء لها إشارة مفيدة ـ بمناسبة الكلام على أنواع «أن» ح ٤ ص ٢٢١ م ١٤٨ باب : إعراب الفعل.
وهى غير «لمّا» الحرفية الجازمة التى سيجىء الكلام عليها فى ج ٤ م ١٥٣ ص ٣٠٥ ـ وغير «لما» الحرفية التى بمعنى «إلا» المفيدة للاستثناء والتى سبق إيضاحها فى بابه (ح ٢ م ٨١ ص ٢٥٤ ..)
(٤) سنذكر بعضها فى «ب» من الزيادة والتفصيل.