المضاف إليه مكانه مع المحافظة على المعنى الأول (١) ...
الثالث عشر : استفادة المضاف المؤنث من المضاف إليه التذكير بالشرطين المذكورين فى الحكم الثانى عشر. ولكن هذه الاستفادة قليلة فى النصوص المأثورة قلة لا تبيح القياس عليها ؛ فمثال المضاف المؤنث الذى هو جزء من المضاف إليه المذكر قولهم : مضعة اللسان جالب للبلاء ؛ ودافع للنقم ، ومثال المضاف الذى يشبه جزء المضاف إليه المذكر قول الشاعر :
رؤية الفكر ما يئول له الأم |
|
ر معين على اجتناب التّوانى |
وقول الآخر :
إنارة العقل مكسوف بطوع هوى |
|
وعقل عاصى الهوى يزداد تنويرا |
ومثال المضاف الذى هو «كلّ» للمضاف إليه : عامة الإقليم منصرف إلى الإصلاح والتعمير ، فكلمة : «عامّة» مبتدأ مؤنث ، لكنه اكتسب التذكير من المضاف إليه ، فجاء الخبر (وهو : منصرف) مذكرا لذلك (٢) ...
الرابع عشر : جواز استفادة المضاف المعرب من المضاف إليه البناء ، وذلك فى ثلاثة مواضع :
أولها : أن يكون المضاف اسما معربا متوغلا فى الإبهام (٣) غير زمان ؛ (ككلمة : غير ـ شبه ـ مثل ...) والمضاف إليه مبنيّا ، كالضمير ـ
__________________
(١) بمناسبة الحكم «الثانى عشر» والحكم «الثالث عشر» الذى يليه مباشرة نشير إلى «الملاحظة» المدونة فى رقم ٢ التالى متضمنة حكم كلمتى : «أحد ، وإحدى» المضافتين من جواز تذكيرهما وتأنيثهما فى بعض استعمالاتها ...
(٢) «ملاحظة» : أشرنا فى الجزء الأول (م ٣٤ ص ٤٥٨ موضوع : «المطابقة بين المبتدأ والخبر» إلى تأنيث كلمتى : «أحد ، وإحدى» المضافتين ، وتذكيرهما. وقلنا ما نصه بين الأحكام الهامة المعروضة هناك : «من الخبر الذى يجوز فيه التذكير والتأنيث كلمتا : «أحد وإحدى» المضافتين إذا كان المضاف إليه لفظا يخالف المبتدأ فى التذكير أو التأنيث ؛ فيجوز فى الكلمتين موافقة المبتدأ أو الخبر ؛ مثل : المال أحد السعادتين ، أو إحدى السعادتين ؛ بتذكير : «أحد» مراعاة للمبتدأ : «المال» وهو مذكر ، وبالتأنيث مراعاة للمضاف إليه المؤنث ، وهو كلمة : «السعادتين : ومثل : الكتابة أحد اللسانين ، أو إحدى اللسانين ؛ بالتأنيث أو بالتذكير ، طبقا لما سلف هناك. اه
(٣) تقدم الكلام فى هذا الباب ـ ص ٢٤ ـ على الأسماء المتوغلة فى الإبهام ، وسنعود لها بمناسبات أخرى تأتى فى ص ٨٠ ـ و «ه» مفى ٨٧ ـ و٩١ ـ و١٣١ ـ و١٤١ وما بينها.