متعبان) (١) ..
ب ـ وتنفرد الواو بأحكام نحوية تكاد تستأثر بها (٢) :
منها : أنها الحرف المختص بعطف اسم على آخر حين لا يكتفى العامل فى أداء معناه بالمعطوف عليه ؛ نحو : تقاتل النمر والفيل ؛ فإن العامل : (تقاتل) لا يتحقق معناه المراد بالمعطوف وحده ؛ فلو قلنا : «تقاتل النمر» ، ما تمّ المعنى ؛ لأن المقاتلة لا تكون من طرف واحد ؛ وإنما تقتضى معه وجود طرف آخر ـ حتما ـ كى يتحقق معناها. وكذلك : تنازع الظالم والمظلوم ، فإن المنازعة لا تقع إلا من طرفين .. ، وكذلك تصالح الغالب والمغلوب.
__________________
ـ يقول : إن الفاء قد تحذف مع معطوفها ، وكذلك الواو مع معطوفها ، بشرط ألا يترتب على الحذف فى الحالتين لبس. وتنفرد الواو بأنها تعطف عاملا محذوفا قد بقى معموله على الوجه الذى سنشرحه فى ص ٥٦٣ التالية. ويريد بقوله : «دفعا لوهم ...» بيان العلة فى الحذف والتقدير ؛ وأنها دفع لوهم يقودنا للوقوع فى خطأ.
(١) ومن تلك الأحكام : أن الضمير ـ ونحوه مما يحتاج للمطابقة ـ بعدها تجب مطابقته ـ فى الأصح ـ للمعطوف والمعطوف عليه معا ؛ ولا يراعى فيه حالة المعطوف وحده ؛ يقال : جاء السائل والغريب فعاونتهما. وفازت فاطمة وسعاد وعائشة فهنأتهن ... وهكذا ... (انظر رقم ٤ من هامش ص ٦٠٥ حيث الإيضاح ، وبيان المرجع ، ثم رقم ٣ من ص ٦٥٧.
وليس مما نحن فيه مثل قوله تعالى : (وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ ...) ، وقول حسان بن ثابت :
إنّ شرخ الشباب والشعر الأس |
|
ود ما لم يعاص كان جنونا |
لأن الكلام قائم هنا على حذف الخبر ، إذ المراد : والله أحق أن يرضوه ، ورسوله كذلك ـ إن شرخ الشباب ما لم يعاص كان جنونا والشعر الأسود كذلك. فهو نظير قول الشاعر :
نحن بما عندنا وأنت بما |
|
عندك راض. والرأى مختلف |
أى : نحن راضون بما عندنا ، وأنت راض بما عندك ... (راجع كتاب مجمع البيان لعلوم القرآن ج ١ ص ١٧٥ و١٩٧).
(٢) ومنها : أنها يجوز حذفها وحدها ، كما يجوز حذف المعطوف عليه وحده دون حذفها فتصلح فى هذه الصورة لأن تكون عاطفة أو غير عاطفة (بمعنى : ربّ) كما سبقت الإشارة فى رقم ٢ من هامش الصفحة السابقة وسيأتى الإيضاح فى مكانه المناسب ص ٦٣٩ و٦٤١. وله بيان فى ج ٢ ـ باب حروف الجر عند الكلام على : رب»