الكتيبة كلها جمعاء ، كتعاء ، بصعاء ، بتعاء ـ حضر المدعوون كلهم ، أجمعون ، أكتعون ، أبصعون ، أبتعون ، وحضرت المدعوات كلهن جمع ـ كتع ـ بصع ـ بتع. ويقاس على هذا غيرها من الصور التى تستعمل فى الإفراد والتذكير وفروعهما.
ويجب ملاحظة ما يأتى :
(١) أن جميع ألفاظ التوكيد الملحقة بالثلاثة الأصلية لا تضاف مطلقا (لضمير ولا لغير ضمير (١)) بخلاف ألفاظ التوكيد المعنوى الأصلية مثل : «كلّ» وسواها ؛ فلابد من إضافتها لضمير مطابق للمؤكّد ، كما عرفنا.
(٢) أنّ جميع ألفاظ التوكيد المعنوى الأصلية والملحقة ـ معارف ، فأما الأصلية فإنها معارف بسبب إضافتهما إلى الضمير الرابط ؛ فهى تكتسب منه التعريف. وأما الملحقة فإنها معارف بالعلمية ، لأن كل لفظ منها هو «علم جنس» يدل على الإحاطة والشمول ؛ ولهذا لا يجوز نصبه على الحال ـ فى الرأى الصحيح (٢) ـ ويجب منع الصرف فى : «أجمع» و «جمعاء» و «جمع» ، وكل ما كان من تلك الملحقات على وزن : فعل (٣).
(٣) أن ألفاظ التوكيد الملحقة إذا اجتمعت وجب ترتيبها على الوجه السابق ، وقبلها ـ فى الغالب ـ لفظة : «كلّ» ، ويجب إعراب لفظة : «كلّ» توكيدا للمؤكّد الذى قبلها ـ وكذلك بقية ما بعدها من الملحقات التى تجىء لتقويتها ، وإزالة الاحتمال عن شمولها ؛ فتعرب كل واحدة منها توكيدا معنويّا للمؤكّد (المتبوع) وليس التالى توكيدا للتوكيد الذى سبقه ـ فى الرأى الأنسب (٤) ـ
__________________
(١) إلا كلمة : «أجمع» المسبوقة بالباء الجارة الزائدة لزوما (فى مثل : حضر الضيوف بأجمعهم) كما سيجىء فى ص ٥٢١.
(٢) إلا على رأى يجيز تأويله بالمشتق ، وليس بين الأعلام الجنسية ما يصح جمعه جمع مذكر سالما إلا ما كان منها دالا على الشمول التوكيدى ، نحو : «أجمع» وملحقاته ، فيقال ؛ «أجمعون وأجمعين» ... لأنه فى أصله مشتق (صفة) فهو فى أصله أفعل تفضيل أصالة (كما جاء فى الصبان ، ج ١ باب المعرب والمبنى عند الكلام على جمع المذكر).
(٣) كما سيجىء فى باب الممنوع من الصرف ج ٤ ص ١٩٤ م ١٤٧.
(٤) راجع الأشمونى ، وانظر ما يتصل بهذا فى «ب» من ص ٥١٢.
وهناك رأى يجعل لفظ التوكيد بعد كلمة : «كل» تأكيدا لها ، وتقوية لإفادتها الإحاطة والشمول. وقد أشار إليه بعض الباحثين (ومنهم صاحب مجمع البيان فى علوم القرآن ج ١ ص ٣٩٩) لكن الرأى الأول أحسن وأنسب.