(٤) مجاراتها لمضارعها فى حركاته وسكناته حينا ، وعدم مجاراته أحيانا إن كان فعلها فى الحالتين ثلاثيّا. (والمراد بالمجاراة أمران : أن يتساوى عدد الحروف المتحركة والساكنة فى كل منهما ، وأن يكون ترتيب المتحرك والساكن فيهما متماثلا ، فإن كان الثانى ، أو الثالث أو : الرابع ـ أو غيره ـ فى أحدهما متحركا كان فى الآخر كذلك. أو كان ساكنا فهو ساكن فى الآخر. وليس من اللازم أن يتفق نوع الحركة فى كل منهما ؛ فقد يكون الأول مفتوحا فى أحدهما ، مضموما فى الآخر ـ مثلا ـ)
فمن أمثلة المجاراة بينهما قولهم فى الذم : فلان ساكن الريح (١) ، أشأم الطالع ، والمضارع من الثلاثى هو : يسكن ـ يشؤم. ومن الأمثلة المخالفة ـ رخيص ـ ثمين ـ نجيب ـ هجين ـ لطيف ، وغيرها مما فى قول شوقى :
«الوطن كالبنيان ؛ فقير إلى الرأس العاقل ، والساعد العامل ، وإلى العتب الوضيعة ، والسقوف الرفيعة. وكالروض محتاج إلى رخيص الشجر وثمينه ، ونجيب النبات وهجينه ؛ إذ كان ائتلافها فى اختلاف رياحينه ؛ فكل ما كان منها لطيفا موقعه ، غير ناب موضعه ـ فهو من نوابغ الزهر قريب ، وإن لم يكن فى البديع ولا الغريب ...». وأفعالها المضارعة التى لا تجاريها (وهى من الثلاثى) : يرخص ـ يثمن ـ ينجب ـ يهجن ـ يلطف ....
أما الصفة المشبهة من مصدر غير الثلاثى (٢) فلابد من مجاراتها لمضارعها ؛ إذ هى فى الأصل اسم فاعل أو اسم مفعول من غير الثلاثى وهما من غير الثلاثى يجاريان المضارع حتما ، ثم أريد من كلّ منهما الثبوت ؛ فصار صفة مشبهة على هذا الاعتبار ـ كما عرفنا ـ لأن الصفة المشبهة لا تصاغ أصالة إلا من ثلاثى ؛ فوجب أن تكون من غير الثلاثى مجارية لمضارعها. ومن الأمثلة : فلان مستقيم الخطّة ـ معتدل النهج ـ مسدّد الرأى. ومضارعها : ـ يستقيم ـ يعتدل ـ يسدد ... و ...
__________________
(١) أى : ثقيل الظل.
(٢) وهذا إن كانت فى أصلها اسم فاعل ، أو اسم مفعول ، وقد تحول كل منهما إليها فى الدلالة.