زيادة وتفصيل :
ا ـ بعض النحاة يجعل لاسم المصدر قسما ثالثا يسميه : «المبدوء بميم زائدة لغير المفاعلة». ومن أمثلته : المحمدة ، أى : الحمد ، والمضرب ، أى : الضرب ، ومصاب ، (بمعنى : إصابة) فى قول الشاعر :
أظلوم (١) إن مصابكم رجلا |
|
أهدى السّلام ، تحية ـ ظلم |
لكن يرى المحققون أن المبدوء بالميم كالأمثلة السابقة ـ ونظائرها ـ هو نوع من المصدر يسمى : «المصدر الميمىّ» (وله أحكام خاصة ستجىء فى بابه) (٢) وليس باسم مصدر. وهذا الرأى هو الشائع اليوم ، والأخذ به واجب ، وإعماله عمل فعله كثير بالطريقة التى سنشرحها هناك (٣) ...
أما المبدوء بميم زائدة للمفاعلة فمصدر أصيل نحو : قاومت الباطل مقاومة عنيفة ، وناصرت أهل الحق مناصرة لا توانى فيها ولا قصور.
ب ـ اسم المصدر العامل ثلاثة أقسام ، كالمصدر العامل :
(١) مضاف ، وهو الأكثر ؛ نحو : ناصرت الوطن نصر الحرّ وطنه ـ وهدّمت الباطل هدم الخيمة صاحبها.
وإضافته ـ كما رأينا ـ قد تكون لفاعله مع نصب المفعول به ، وقد تكون للمفعول به مع رفع الفاعل. ويجوز فى تابع المضاف إليه الجر مراعاة للفظه ، كما
__________________
(١) المعنى : يا ظلوم. إن إصابتكم رجلا أهدى إليكم السّلام للتحية ، ظلم منكم. فكلمة «رجلا» مفعول به للمصدر الميمى : «مصاب» على الرأى الأحسن. وكلمة : «ظلم» خبر «إن». ـ وسيعاد ذكر البيت فى هامش ص ٢٣٦ بمناسبة هناك.
و «ظلوم» اسم امرأة. قال الشنقيطى ـ صاحب الدرر اللوامع على همع الهوامع ـ ج ٢ ص ١٩٦ ما نصه : (أكثر الرواة على أن الرواية : «أظلوم» كما جاء فى الأصل ، وبعضهم قال : إن الصحيح «أظليم» بالياء المثناة التحتية) ثم نقل الخلاف فى قائل البيت وارتضى أن الصحيح نسبته إلى الحارث بن خالد ابن العاص من قصيدة مطلعها :
أقوى من ال ظليمة الحرم |
|
فالعيّران ، فأوحش الحطم |
(٢ ، ٢) ص ٢٣١ م ١٠١.