أى : ولا مثل الشرّ. وقولهم : ما كلّ سوداء فحمة ، ولا بيضاء شحمة. أى : ولا كل بيضاء شحمة (١) ، ويرى بعض النحاة عدم اشتراط الاتصال ، وهو رأى فيه تيسير وتوسعة ، لا مانع من الأخذ به ، برغم أنه ليس الأفصح الأعلى.
ومثال المحذوف المعطوف على مذكور لا يماثله وإنما يقابله ، قراءة من قرأ قوله تعالى : (تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا ، وَاللهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ)(٢).
ثالثها : أن يكون المضاف إليه من الأشياء التى تصلح لأن تحل محل المضاف المحذوف فى إعرابه ؛ كالأمثلة السالفة ، فلا يصح حذف المضاف إذا كان المضاف إليه جملة ؛ (لأنها لا تصلح فاعلا ، ولا مفعولا ، ولا مبتدأ ...
و ... و ...) كالتى فى قوله تعالى : (فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ...)، فالمضاف إليه هو الجملة الفعلية. والمضاف هو : كلمة «حين» ولا يجوز الحذف (٣).
فإذا لم يتحقق شرط أو أكثر ، من الشروط الثلاثة لم يصح الحذف القياسىّ (٤).
* * *
__________________
(١) ستجىء مناسبة لهذا المثال فى ص ٥٦٥ وله إيضاح فى ٦٣٨.
(٢) الآخرة ، ـ بالجر ، فى قراءة من قرأها كذلك ـ مضاف إليه. والتقدير : تريدون عرض الدنيا ؛ (أى : الطارئ عليها ، الذى لا يدوم ، ولا يبقى). والله يريد دائم الآخرة ، أو خالد الآخرة ، فالمضاف إليه المحذوف ، وهو : دائم ، أو : خالد ـ مقابل للمذكور ، وهو : «عرض» ، وليس مماثلا له.
(٣) كذلك لا يجوز الحذف إذا كان المضاف إليه مبدوءا «بأل» والمضاف منادى. فلا يصح : يا العالم. تريد : يا مثل العالم.
(٤) فيما سبق يقول ابن مالك :
وما يلى المضاف يأتى خلفا |
|
عنه فى الاعراب إذا ما حذفا |
ما يلى المضاف ، (أى : ما يأتى بعد المضاف ، والمراد به : المضاف إليه) يكون خلفا عنه فى الإعراب ، وقائما مقامه عند حذفه ؛ فيعرب بما كان يعرب به المضاف المحذوف ؛ فيصير فاعلا بدله ، أو : مفعولا ، أو : مبتدأ ، أو خبرا ... و ... واكتفى بهذا ، دون أن يذكر شيئا من الشروط. وقد أوضحناها : ثم قال : ـ