الرأى المعوّل عليه (١) ـ وإنما تضاف إلى المعرفة ، بشرط أن تدل المعرفة على متعدد حقيقى ، أو تقديرىّ ، أو بالعطف بالواو ـ على الوجه المشروح فيما سلف (٢) ـ ؛ فمثال التّعدد الحقيقى ؛ يعجبنى أيكم هو حريص على رفعة وطنه ـ ومثال التعدد التقديرى : أصلح أىّ التمثال هو معيب ، بمعنى : أىّ أجزاء التمثال ... ومثال التعدد بالعطف بالواو : اقتن أىّ القلم وأىّ الثوب هو أبدع. ولا بدّ فى المطابقة من مراعاة لفظها.
* * *
د ـ «أىّ» التى تقع نعتا للنكرة : اسم معرب ، مبهم ، يزيل «المضاف إليه» إبهامه. والغرض منها : الدلالة على بلوغ المنعوت الغاية الكبرى ؛ مدحا أو ذمّا ؛ نحو : أعجبت برجلين من أعظم رجالات التاريخ ؛ هما العادلان : عمر بن الخطاب ، وعمر بن عبد العزيز ، وأولهما صحابى جليل أىّ صحابىّ ، والآخر خليفة أموىّ أىّ خليفة ، وكقول الشاعر :
دعوت امرأ أىّ امرئ فأجابنى |
|
وكنت وإياه ملاذا وموئلا |
ونحو قولهم : أودى الظلم بكثير من الدول ، وقضى على أهلها ما انغمسوا فيه من ترف ، وما انتشر بينهم من فساد. فلقد كان ظلما أىّ ظلم ، وترفا أىّ ترف ، وفسادا أىّ فساد.
وتختص «أىّ» النعتية بأحكام ثلاثة مجتمعة هى : وجوب إضافتها لفظا ومعنى معا ، وأن يكون المضاف إليه نكرة ـ فى الأغلب ـ ؛ مفردة أو غير مفردة ، وأن تكون هذه النكرة مماثلة للمنعوت فى التنكير (٣) ، وفى اللفظ والمعنى
__________________
(١) لأن معنى «أىّ» هو معنى «الذى» المراد منها واحد معين ؛ فلابد أن يكون المضاف إليه واحدا معينا : (معرفة) ذلك أن «أى» مبهمة ، يزيل إبهامها المضاف إليه مع صلتها ، كما عرفنا ... فهو مع الصّلة المفسّر والموضّح لها. ولما كان معناها معنى «الذى» المعرفة وجب أن يكون المضاف إليه معرفة أيضا ؛ لكيلا تختلف الدلالة بين المفسّر والمفسّر ، وهذا لا يجوز. ويجب عند المطابقة مراعاة لفظها فقط.
(٢) فى رقم ٢ من ص ١٠٥.
(٣) هذا يقتضى أن يكون المنعوت نكرة كذلك. وسيأتى فى «الزيادة» ص ١١٥ وما بعدها رأى آخر هام ، حاسم ؛ لا يشترط التنكير فيه ، ولا فى المضاف إليه ـ ولهذا الرأى إشارة فى باب النعت ، ص ٤٥٢ ـ ثم انظر «ب» ص ١١٥.