كلاهما ـ وسلمت من الأرذلين كليهما (١).
ومما تجب ملاحظته أن استعمالهما فى التوكيد يوجب إضافتهما إلى الضمير المطابق للمؤكّد السابق ، لكن لا يلزم من إضافتهما للضمير المطابق أن يكونا للتوكيد ؛ فقد يتعيّنان للتوكيد كما فى الأمثلة السابقة ، وقد يتعين إعرابهما شيئا آخر غير التوكيد ؛ كما فى قولنا : الوالدان كلاهما نافع ، والأختان كلتاهما مثقفة ؛ فيتعين إعرابهما فى هذين المثالين ـ وأشباههما ـ مبتدأ ، ولا يصح التوكيد ، كى لا يترتب عليه إهمال المطابقة بين المبتدأ والخبر ، بقولنا : (الوالدان نافع ـ الأختان مثقفة) ؛ فيقع الخبر مفردا مع أن مبتدأه مثنى ، وهذا غير جائز فى مثل ما نحن فيه.
وقد يجوز إعرابهما توكيدا أو غير توكيد فى مثل : الوالدان كلاهما نافعان ـ الأختان كلتاهما مثقفتان ؛ فيصح إعرابهما توكيدا ؛ لإضافتهما للضمير المطابق للمؤكّد السابق ، والاسم الظاهر بعدهما خبر للمبتدأ ، مطابق له. كما يصح إعراب «كلا وكلتا» فى المثالين مبتدأ ثانيا ، مضافا للضمير ، والاسم الظاهر بعدهما هو الخبر لهما. والجملة الاسمية منهما ومن خبرهما خبر المبتدأ الأول. فالإعرابان جائزان ، وتفضيل أحدهما متوقف على وجود قرينة ترجحه على الآخر.
فالأحوال ثلاثة عند إضافتهما للضمير مع وجود لفظ سابق يصلح أن يكون مؤكّدا يرجع إليه الضمير عند إضافتهما ويطابقه ؛ هى : وجوب إعرابهما توكيدا فقط ؛ وامتناع إعرابهما توكيدا ، وجواز الأمرين.
(٢) فإن لم يضافا للضمير مطلقا (بان أضيفا إلى اسم ظاهر) ـ لم يكونا للتوكيد ، ولم يصح إعرابهما كالمثنى ، بل يجب إعرابهما إعراب المقصور (وهو الإعراب بحركات مقدرة على الألف الثابتة ، الملازمة لآخرهما فى جميع الحالات) ؛ نحو : كلا القطبين ثلجىّ مقفر ـ إن كلا القطبين ثلجىّ مقفر ـ ذاع عن كلا القطبين أنه ثلجى مقفر ـ كلتا المنطقتين القطبيتين غير مأهولة ـ إن كلتا المنطقتين غير مأهولة ـ سمعت عن كلتا المنطقتين» ...
__________________
(١) الخوف والضرر.