«أمّا» الشرطية الظاهرة أو المقدرة ، ولا اسم يفصل بين هذا العامل وأما. فيجب تقديم المفعول به ليكون فاصلا ، لأن الفعل ـ وخاصة المقرون بفاء الجزاء ـ لا يلى «أمّا» الشرطية (١). ومن الأمثلة قوله تعالى : (فَأَمَّا الْيَتِيمَ ، فَلا تَقْهَرْ ، وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ،) وقوله : (وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ، وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ ، وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ...)(٢) بخلاف : أما اليوم فساعد نفسك ، حيث لا يجب تقديم المفعول به ، لوجود الفاصل ؛ وهو هنا : الظرف (٣).
ب ـ ويمتنع تقديم المفعول به على عامله فى الصور الآتية (٤) : (وقد سبقت الإشارة لبعضها).
١ ـ جميع الصور التى يمتنع فيها تقدمه على فاعله ، وقد سبقت (٥) ؛ (ومنها أن يكون تقدمه موقعا فى لبس ، نحو : ساعد يحيى عيسى. فلو تقدم المفعول به ـ من غير قرينة ـ لالتبس بالمبتدأ ، ومهمة المبتدأ المعنوية تخالف مهمة الفاعل. وكذلك بقية الصور الأخرى) ما عدا الثانية ؛ فيجوز فيها الأمران.
٢ ـ أن يكون مفعولا لفعل التعجب «أفعل» فى مثل : ما أعجب قدرة الله التى خلقت هذا الكون.
٣ ـ أن يكون محصورا بأداة حصر ؛ هى : «إلا» المسبوقة بالنفى ، أو «إنما» نحو : لا يقول الشريف إلا الصدق ـ إنما يقول الشريف الصدق.
٤ ـ أن يكون مصدرا مؤولا من «أنّ المشددة أو المخففة» مع معموليها ؛ نحو : عرف الناس أنّ الكواكب تفوق الحصر ، وأيقن العلماء أن بعض منها قريب الشبه بالأرض. إلا إن كانت «أنّ» مع معموليها مسبوقة بأداة الشرط :
__________________
(١) كما سيجىء فى ص ١٣٥.
(٢) هذا الموضع يعبر عنه بعض النحاة بأنه ما يكون العامل فيه جوابا للأداة «أما» الشرطية المقدرة ، ويعبر عنه بعض آخر بما يكون العامل فيه فعل أمر مقرونا بالفاء ، والمعمول به منصوبا بفعل الأمر. ولم يشترط وجود «أما» المقدرة. فعند الإعراب قد يلاحظ وجودها فتكون الفاء فى الأمثلة السابقة داخلة على جوابها ، أو لا يلاحظ وجودها فتكون الفاء زائدة. والمفعول المتقدم معمولا لفعل الأمر المتأخر عنه. وهذا الإعراب أيسر وأوضح لخلوه من التقدير. (ثم انظر الأمر الثالث ص ١٣٥).
(٣) راجع ص ١٣٥.
(٤) مع ملاحظة ما هو مذكور منها فى الزيادة ، ـ ص ٩١ ـ
(٥) فى ص ٨٤.