دون رتبة ـ وهو المسمى بالمتقدم حكما ـ فجائز. ومن أمثلته : عود الضمير من مفعول به متقدم على فاعله المتأخر ؛ نحو ؛ حملت ثمارها الشجرة ـ فالضمير «ها» فى المفعول عائد على «الشجرة» التى هى الفاعل المتأخر فى اللفظ ، دون الرتبة ؛ لأن ترتيب الفاعل فى تكوين الجملة العربية يسبق المفعول به. ونحو : أفادت صاحبها الرياضة ـ أروى حقله الزارع ... أما عودة الضمير على المتأخر لفظا ورتبة فكما عرفنا ـ ممنوعة إلا فى بعض مواضع محددة. وقد وردت أمثلة قديمة عاد الضمير فيها على متأخر لفظا ورتبة فى غير تلك المواضع ؛ فحكم عليها بالشذوذ وبعدم صحة محاكاتها ، إلا فى الضرورة الشعرية ، بشرط وضوح المعنى ، وتمييز الفاعل من المفعول به ؛ فمن الخطأ أن نقول : أطاع ولدها الأمّ ـ أرضى ابنه أباه.
٢ ـ أن يكون الفاعل قد وقع عليه الحصر (بأداة يغلب أن تكون «إلا» المسبوقة بالنفى ، أو «إنما»). نحو : لا ينفع المرء إلا العمل الحميد ـ إنما ينفع المرء العمل الحميد. وقد يجوز تقديم المحصور «بإلا» على مفعوله إذا هى تقدمت معه وسبقته ؛ نحو : لا ينفع إلا العمل الحميد المرء ...
«ملاحظة» : ستأتى (١) مواضع يجب أن يتقدم فيها المفعول به على عامله ، فيكون متقدما على فاعله تبعا لذلك.
(ح) فى غير ما سبق (فى : ا ، ب) يجوز الترتيب وعدمه. ومن أمثلة تقديم الفاعل على المفعول جوازا قول الشاعر :
وإذا أراد الله نشر فضيلة |
|
طويت أتاح لها لسان حسود |
__________________
ـ فتتقدم واحدة على الأخرى وجوبا أو جوازا ؛ فإن كان تقدم اللفظ واجبا بحسب الأصل الغالب عليه سمى تقدما فى الرتبة ، أو فى الدرجة ، فالأصل فى المبتدأ وجوب تقدمه على الخبر ، والأصل فى الفعل وجوب تقدمه على فاعله ومفعوله ، والأصل فى الفاعل أن يتقدم على المفعول ... فإذا تحقق هذا الأصل ووضع كل لفظ فى مكانه وفى درجته قيل إنه متقدم فى اللفظ وفى الرتبة ؛ كالمبتدأ حين يتقدم على خبره ، وكالفاعل حين يتقدم على مفعوله. فإذا تأخر المبتدأ عن خبره ، أو الفاعل عن مفعوله ، لم يفقد درجته ، ولم تزل عنه رتبته ، برغم تأخره اللفظى ؛ فيقال عنه : إنه متأخر لفظا لا رتبة ...
وهناك مواضع يجوز فيها عود الضمير على متأخر لفظا ورتبة شرحناها ـ كما قلنا ـ فى مكانها الأنسب لها ، وهو باب الضمير ج ١ ص ١٧٤ م ٢٠ برغم أن بعض المطولات النحوية تذكرها فى آخر باب الفاعل لمناسبة طارئة.
(١) فى الصفحة التالية