بحسب أصله وبحسب رأى كل منهما فى نوعه ... (١) سينصب ثلاثة بعد دخول همزة التعدية عليه. ومفعوله الثانى والثالث أصلهما المبتدأ والخبر ، ويجرى عليهما فى حالتهما الجديدة ما كان يجرى عليهما قبل مجىء همزة التعدية ؛ فتطبق عليهما وعلى أفعالهما ـ وباقى المشتقات ـ الأحكام والآثار الخاصة بالأفعال القلبية التى سبق شرحها ، ومنها : التعليق ، والإلغاء ، والحذف اختصارا لدليل ...
فمن أمثلة التعليق : أعلمت الشاهد لأداء الشهادة واجب ، وأريته إنّ (٢) كتمانها لإثم كبير. ومن أمثلة الإلغاء أو عدمه : النخيل أعلمت البدوىّ أنسب للصحراء ـ أو : أنسب للصحراء أعلمت البدوىّ النخيل ـ أو : النخيل أنسب للصحراء أعلمت البدوىّ. وأصل الجملة : أعلمت البدوىّ النخيل أنسب للصحراء. أما المفعول به الأول من الثلاثة فقد كان فى أصله فاعلا كما عرفنا ، فلا علاقة له بهذه الأحكام والآثار الخاصة بالأفعال القلبية السالفة.
ومن أمثلة حذف المفعول به الثانى لدليل أن يقال : هل عرفت حالة المزرعة؟ فتجيب : أعلمنى الخبير ... جيدة ، أى : أعلمنى الخبير المزرعة جيدة. ومثال حذف الثالث لدليل ؛ أن يقال : هل علم الوالد أحدا قادما لزيارتك؟ فتجيب : أعلمته زميلا ، أى : زميلا قادما (٣) لزيارتى. ومثال حذف الثانى والثالث معا أن تقول : أعلمته ...
فإن كان الفعل : «علم» بمعنى : «عرف» أو كان الفعل : «رأى» بمعنى : «أبصر» ـ لم ينصب كلاهما فى أصله إلا مفعولا به واحدا كما سبق (٤). نحو : علمت الطريق إلى النهر ـ رأيت الشهب المتساقطة. فإذا دخلت على أحدهما همزة التعدية صيرته ينصب مفعولين ، نحو : أعلمت الرجل الطريق
__________________
(١) من ناحية أنه محصور فى الفعلين السالفين دون غيرهما من أفعال القلوب ، أو غير محصور فيهما وإنما يشمل كل أفعال القلوب التى سبق شرحها. ـ انظر ما يتصل بهذا فى رقم ١ من هامش ص ١٥٧ ـ
(٢) يوضح هذا المثال وكسر همزة «إن» ما سبق فى رقم ٢ من هامش ص ٣٢.
(٣) المعنى الأساسى لا يتم إلا بهذه الكلمة ، فلا تعرب حالا ، لأن الحال فضلة
(٤) فى ص ١٣ ، ١٤.