٢ ـ المصاحبة (١) ، كقولهم : من قعد عن طلب الرزق أساء أهله إلى نفسه ، وعذّبهم إلى عذابه ، أى : مع نفسه ... ومع عذابه ...
٣ ـ التبيين ، (فتبين أن الاسم المجرور بها فاعل فى المعنى لا فى الصناعة النحوية ، وما قبلها مفعول به فى المعنى لا فى الصناعة كذلك. وذلك بشرط أن تقع بعد اسم التفضيل ، أو : فعل التعجب ، المشتقين من لفظ يدل على الحب أو : البغض وما بمعناهما ، كالود والكره ...) ، كقولهم : «احتمال المشقة أحبّ إلى النفس الكريمة من الاستعانة بلئيم الطبع. فما أبغض الاستعانة به إلى نفوس الأحرار!!» فكلمة : «نفس» ، هى الفاعل المعنوى ـ لا النحوىّ ـ لاسم التفضيل (أحب) لأنها ـ فى الواقع ـ هى فاعلة الحب ، أو : هى التى قام بها الحب. وكذلك كلمة «نفوس». فإنها الفاعل المعنوى (لا النحوى) لفعل التعجب : (أبغض) ؛ إذ هى فاعلة البغض حقيقة ، أو : هى التى قام بها البغض ، والذى قطع فى الحكم بفاعليتهما المعنوية ومنع كل احتمال آخر هو وقوعهما بعد حرف الجر : «إلى» الذى من وظيفته القطع فى مثل هذا الأسلوب الذى يحتاج إلى تيقظ ، لدقته (٢) ، ولأنه قد يلتبس بما يقع فيه حرف «اللام» مكان «إلى» ، (وسيأتى الكلام عليه فى اللام) (٣).
٤ ـ الاختصاص (أى : قصر شىء على آخر ، وتخصيصه به) كقولهم :
__________________
(١) انضمام شىء لآخر انضماما يقتضى تلازمهما فى أمر يقع عليهما معا ، أو يقع منهما معا على غيرهما ، أو يتصل بهما بنوع من أنواع الاتصال. وعلامة المصاحبة : أن يصح حذف حرف الجر ووضع كلمة : «مع» مكانه ؛ فلا يتغير المعنى.
(٢) ضابط ذلك : أن نجعل مكان اسم التفضيل أو فعل التعجب فعلا من مادتهما ومعناهما ، يكون فاعله النحوى هو الاسم المجرور بالحرف «إلى» ، ومفعوله هو الكلام السابق على التفضيل أو اللاحق لفعل التعجب. فإن صح المعنى واستقام كان مجىء «إلى» ملائما ، وإلا وجب العدول عنها. ففى المثال المذكور نقول : تحب النفس الكريمة احتمال المشقة ... تبغض نفوس الأحرار الاستعانة ...
وما سبق من معنى «التبيين» فى «إلى» يختلف عن معناه فى «اللام» الجارة» وسيجىء فى ص ٤٤٢ وكلاهما يوضح المراد من الآخر.
(٣) ص ٤٤٢.